كتاب الرأي

لا تجامل لأنك وحدك من سيدفع الثمن.

ناصرمضحي الحربي

لا تجامل أبداً في مستقبلك ومشاعرك وراحة بالك… لأنك في النهاية ستتحمل العواقب وحدك!

في زمن العلاقات المعقدة، والمجاملات الاجتماعية المغلفة بالمجاملات الكاذبة، يجد الإنسان نفسه أحياناً مضطراً للتنازل عن أحلامه، عن مشاعره، عن راحته النفسية، إرضاءً لغيره، أو خوفاً من نظرة المجتمع، أو حتى هروباً من مواجهة مؤلمة. لكنه في لحظة ما، سيتوقف ليسأل نفسه: “لماذا فعلت هذا؟ ولأجل من؟”

الحقيقة المرة التي يغفل عنها الكثيرون أن المجاملة في الأمور المصيرية ليست “ذوقاً اجتماعياً”، بل هي خيانة للنفس. عندما تجامل في مستقبلك، فأنت تضع حياتك المهنية أو الشخصية على طاولة القمار، من أجل إرضاء الآخرين الذين لن يكونوا معك عندما تسقط. وعندما تجامل في مشاعرك، فأنت تكبت الألم، وتدفن الغضب، وتصطنع السعادة، حتى تختنق بها. أما راحة البال، فهي الثمن الأغلى، إذ لا أحد يستحق أن تُقلق نفسك لأجله إذا كان الثمن هو طمأنينتك وسلامك الداخلي.

كم من الناس عاشوا حياةً لا تشبههم، اختاروا شريك حياة لا يشعرون نحوه بشيء، أو سلكوا طريقاً مهنياً لا يحبونه، فقط لأنهم أرادوا أن يظهروا بصورة “المثالي” أمام مجتمع لا يرحم؟ وكم من الأرواح خُدشت، والقلوب انكسرت، فقط لأن أصحابها فضّلوا المجاملة على الصراحة، والتنازل على المواجهة؟

لن يأتي أحد ليحمل عنك أعباء قراراتك، ولن يتألم أحد بألمك حين تجد نفسك ضائعاً وسط حياة لا تشبهك، لذا لا تخف من قول “لا”، لا تتردد في أن تختار نفسك ولو على حساب رضا الآخرين. كن صادقاً مع ذاتك، حتى لو اتُهِمت بالأنانية أو القسوة، لأنك إن لم تحمِ مستقبلك ومشاعرك وراحتك، فلن يفعل أحد.

توقف عن المجاملة في الأمور التي لا تحتمل التجميل، ولا تقدم تنازلات تمزقك من الداخل، فالحياة قصيرة جداً لتعيشها في دور لا يليق بك، أو مع أشخاص لا يشبهونك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى