كتاب الرأي

حروف مبعثرة …

 

نعم احب ان يكون مظهري ملفتا ..

شكلي مقبولا ..

ريحة عطري نفاثه ..

مسبحتي مبهرة ..

 هندامي بالكامل اتمنى أن لا يكون احد مثلي بين الجموع الحاضرة ..

أحرص اشد الحرص أن اقف امام المرآة في غرفتي وفي دورة المياه اعزكم الله وتلك التي في الممر وعلى دولاب ملابسي وفي الطرقات .. وبعد ذلك كله امام زجاج نافذة سيارتي وحتى عندما استوي أمام مقودها أميل المرآة للتأكد من النظرة الأخيرة على تمام كل شيئ ..

أشعر كأن الكل ينظر لي يقولون يا ليتنا نؤتى من الوجاهة والفخامة مثل ما اوتي فلان ..

حتى وإن لم اسمعهم ارى تلك المشاعر في أعينهم  هذه الكلمات اشعر بها وهم يرمقوني بنظراتهم ..

ليس غريب ذلك فقد غسلت ثوبي وشماغي عند افضل المغاسل التي تغسل بالبخار والثلج بنظام التبريد اللوحي .. وامعنت في توصيتهم كوي ملابسي بنظام حراري ذو طاقة عالية جاوزت حرارة ريش الدجاجة وهي راكدة على بيضها تنتظر موعد التفقيس .

ليست اي مغسله ولا اي مكان اطمئن على ملابسي فيها حتى تخرج زاهية نظيفة تستقيم على عود جسمي دون تدخل مني ..

ورغم أنهم يقدمون لي كل تلك الخدمات هم والحلاق والبنشري وصاحب البقالة وصاحب الخضروات واللحمة والدجاج والسوبر ماركت فأسمي يرن في كل هذه الأماكن بين دفاترهم  يسجلون علي مصروفي الشهري بل تجاوزت ذلك إلى أن من لا يعجبه تعاملي وتسجيل اسمي لديه اقفل حسابي عنده وأنقل لمكان اخر 

واجدني متفننا في ادارة مصروفي الشهري خاصة وقد ابقيت ما بقي وهو ( الفتات ) من راتبي لنظام ساهر وشراء الحذاء المناسب لهندامي ومسبحة الكوك من نوع العاج الفاخر .. أما الخواتم فحدث ولا حرج ..

اما الاطياب التي ارشها على ملابسي فمعي ١٤ نوع من العطور المختلفة ( طبعا اغلبها من سوق الجملة ) لكن من حقي أن اكشخ مثل غيري وأنا ارصها على تسريحت غرفتي بروائح زكيه نفاثه عبقها يسبق حظوري ..

اعذروني وأنا اشرح لكم الكيفية التي ادير بها حياتي اليومية فمن حقي أن استعرض مثل غيري ..

صحيح على قد حالي لكني اعترف ان راتبي لا يكفي حاجتي ليس من ( قل ) لكن قد يكون من سوء تدبير .. احب ان يراني زملائي واصحابي في محلات القهوة المشهورة .. بل احاول ان اصطحبهم معي اسقيهم كوبا من القهوة مع شطيرة حلوى او كيك فاخر صحيح انها تهز ميزانية حظرتي لكن يعجبني كثيرا ويمتد عرفي ( آسف اقصد ) رقبتي عندما ادفع ببطاقة الصراف امام الكاشير لسداد ثمن قهوتي وصاحبي وما لذ وطاب معها ..

نعم ادفع الحساب وقلبي على يدي أن لا أرى كلمة ( مرفوضه ) فوجهي الباهت لا يحتمل عواقب ذلك الخذلان وبالمناسبة فقد نسيت ان اسرد لكم اسماء الكريمات والمساحيق والصابون وغيرها مما اراه معينا لبشرتي أن تبدو اجمل نظارة وزهوا امام زملائي وزميلاتي في العمل ..

حتى كبكات ثوبي البس كل يوم لون مقارب إن لم يكون نفس لون الحذاء اجلكم الله او الجزمة التي يتيسر لي لبسها في دوام يومي .. أما النظارات وبخاصة الشمسية فأحاول جاهدا أن لا تفارق وجهي رغم سلامة نظري ولله الحمد لكنها وسامه ارتاح لها تشعرني بزهو عجيب وتمكني أن ارى الناس وهم لا يعلمون اني انظر اليهم 

أما وأنا اسير في مناسبة أيا كانت او إن تيسر لي ودخلت المسجد يوم الجمعة فلا تسألوني عن الخيلاء التي اختال بها فليس من المعقول بعد كل هذا العناء والجهد ان امشي إلا خيلاء وبطرا وكأني إبن شيخ بياعين الخيش والحلبه والكرشة الضاني .. نعم وكيف لا وقد افنيت عمري وجهدي ووقتي ومالي في أن اكون أولا أكون ..

وهذا ما جعلني اختار لنفسي ان اجلس في صدور المجالس ولا يهمني كبير سن او عاجز يحتاج المكان الذي اجلس فيه نفسي اولى بالاهتمام ..

نعم احب تقدير الآخرين واسعى لتطبيقه لكني اتجاهل على رأي المثل القائل ( اعمل نفسك ميت ) وكبير السن والعاجز يستطيع ان يجد لنفسه مكان آخر أو احد المتبرعين اجلاسه مكانه ..

 اما انا فأخشى على هندامي ان يتبدل ويختلف ترتيبه وتصنيفه خاصة بعد أن شعرت ان الكل ينظر لي بعين الاعجاب .. ويكفيني حتى وان لم ينظروا لي فأنا اشعر بهذا الزهو العجيب في ذاتي ..

بالمختصر واكراما لوقتكم

هذا هو صاحبي المعتوه في نظري الذي افضى لي بكل ما قرأتم اعلاه .. ولو تركت له المجال لزاد الكيل والمكيال بمثل هذه التصرفات البلهاء العوجاء التي هي حال الكثير من الشبيبة الله المستعان ..

لذلك قررت أن لو استمر هذا حاله فقطع صداقته انفع واسلم لما بقي من بعض المحاسن عندي من عادات وسلوكيات هي اولى واثمن من هندام ورشة عطر..

فهناك من القيم التي يجب ان نحرص على تطبيقها ارضاء لله سبحانه اولا واخير وليس عبيده في ارضه وإن كنت اتفق معه في البعض واختلف مع طريقته في الكل .. وقد يكون معه العذر وأنا اليوم .. لكن سؤال حاضرا في ذاكرتي من المسئول عن بعض مثل هذه الصور التي نراها ونسمع عنها بين الشبيبة الذين يكابدون سنوات طويلة ومن المسئول عن ذلك هل هي الأسرة الشارع المجتمع غلاء الاسعار .. محاولة التقليد .. تحمل الشخص فوق طاقته حبا في التقليد .. وارضاء لفلان وفلان .. لا أخفيكم تاه مني الجواب .. بت حائرا بين من المسئول عن كل ذلك .. 

الرأي لكم أنتم دمتم بخير ..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى