ضمن أوراق الجلسة السابعة لملتقى أدبي مكة.. الشاعر الروبوت في “مستقبل الشعريَّة الرقميَّة”
عبدالله الينبعاوي _مكة المكرمة
شكَّل محور “مستقبل الشعريَّة الرقميَّة” مرتكزًا لأوراق الجلسة السابعة، من ملتقى نادي مكة الثقافي الأدبي في دورته السادسة، والتي أدارها الدكتور سعيد الدحيَّة الزهراني، وشارك في الباحث الدكتورعادل خميس الزهراني ببحث عنوانه “تفكيك الآلة: الشاعر الروبوت من منظور ما بعد إنسانوي”، سعى من خلالها إلى النظر في شعريَّة الروبوت بوصفها نموذجًا من منجزات العلاقة بين الأدب والآلة، انطلاقًا من النظرة ما بعد الإنسانويَّة. عبر نقاشها الطويل للإنسانويَّة وما خلَّفته من منجزات نظريَّة وعمليَّة، مشيرًا إلى الخطاب ما بعد الإنسانوي حاول النظر في الإمكانات الفكريَّة والعاطفيَّة المتاحة لغير الإنسان في هذا الكون الفسيح، وحين أصبحت التكنولوجيا اللاعب الأبرز، حضرت النظريَّة لتدرس مدى إمكانيَّة تعاطيها مع منتجات الثقافة الإنسانيَّة نشراً وتفاعلًا وإسهامًا في الإنتاج.
وجاءت مشاركة الباحث عمر بن عبدالعزيز الـمحمـود تحت عنوان “النصوص الرقميَّة.. وأسئلة المستقبل”، مشيرًا إلى أنَّ الأدب الرقمي تحوَّل في السنوات الأخيرة إلى ظاهرة أدبيَّة أثارت الاشتغال النقدي والثقافي بصورة بارزة، منوِّهًا إلى أنَّ الانتشار الواسع للشبكة العنكبوتيَّة، وتعدُّد المواقع الشبكيَّة، وسهولة إنشاء الصفحات وفتح المدوَّنات قد ساهم في ذلك، ولهذا لاحظ النقَّاد أنَّ الوسائط التكنولوجيَّة الحديثة شكَّلت بوابة إستراتيجيَّة لظاهرة إبداعيَّة شرعت تحتل موقعًا مهمًّا في حياتنا الأدبيَّة والثقافيَّة، عُرفت بأسماء متنوِّعة كالأدب الإلكتروني، والأدب الرقمي، والأدب التفاعلي، وغيرها من أسماء تنضوي تحت إطار العلاقة بين الأدب والتقنية المعلوماتيَّة.
وتذهب الباحثة هند بنت طارش آل يحيى، في ورقتها “الأدب الرقمي في ضوء تقنيات التطبيقات الذكيَّة يوتيوب وتويتر أنموذجًا”، إلى أنَّه وفي ظلِّ اكتساح الثقافة الرقميَّة المجتمعات المعرفيَّة -اليوم- تبرز ظواهر إبداعيَّة تأخذ المتلقِّي إلى آفاق جماليَّة فائقة، ومَن يشاهد نصًّا في ورقة مكتوبة، ثم يراه في فضاء الرقميَّة، يجد أنَّه انتقل من فضاء الجمود إلى فضاء الحركة والمتعة، وبات يشبع إحساس المتلقِّي سمعًا وبصرًا.
مشاركة الدكتورة جميلة الفايدي، رصدت ” التشكيل الجمالي لأدب رقمي جديد”، مطالبة في ثناياها أنْ يكون البحث في مجال رقمنة الأدب العربي بحثًا عميقًا وشموليًّا يعود إلى كل ما من شأنه أنْ تكون له علاقة بإنتاجيَّة النص الإبداعي.