حروف مبعثرة .. !!!
يا صاحبي مشوار طويل بيننا أتعبتني وأتعبتك خلال عمره الزمني ..
فلا أنا بالذي كف عنك منكافته ..
ولا أنت بالذي وافقني رأيا طرحته إلا فيما ندر ..
إذا فما هو الحل من وجهة نظرك ؟؟..
أجبته لا حل .. فالحلول لديك تصل لطريق مسدود رأيك هو لك وملكك ، ورأي كذلك يسري عليه ما سرى من وجهة نظري على رأيك .. ولكن !!!!!..
هنا شد ناظريه اليّ وقال … هااااه ماذا بعد لكن ..
أجبت ، ما أجمل أن احترم وجهت نظرك وأنت كذلك وأن نتناقش بهدوء تام وسط جو صاف حتى نصل لقناعة مشتركة تتفق مع المعتاد والمتعارف عليه والمبتغى فعله ..
ما أجمل أن نتنازل قليلا عن التشبث بآرائنا جملة وتفصيلا حتى لا نقحم انفسنا في ( فصفصة ) كل كلمة عابرة أو رأي قيل . أو سلوك لم يوافق هوانا ورؤانا ..
ما أجمل أن نكون للواقع أقرب .. المجال رحب ونحن في سعة من الأمر وأن لا نتشبث بأفكار وقناعات قد تقودنا لطريق مظلم لا نستطيع العودة منه ..
أن تجد لي عذرا والتمس لك مثله هذا شيء محبب مادام لا يمس قداسات وأركان تبنى عليها أسس حياة كريمة ونهج وسلوك مهين لكل عاقل يحترم ما يقول قبل ما يفعل ..
مهما اختلفت عني بأسلوبك أو طباعك أو غيرها ، تيقن أنّي سأحترمك.
أيقنت أني كُلما اختلفت عن شخصٍ في أمرٍ ما فكأنني قد تعلمت منه شيئًا جديدًا وهذا أمر هام. الاختلاف أمرُ لا مفر منه، من واجبنا أنْ نفهم ذلك جيدًا وأن نحترمه أيضًا .
الاختلاف يبني الشخصية يجعلها تصعد نحو القـمـة دومًا إن هي إرتقت بحوارها ونقاشها في أي وجهة نظر مختلفة مع أي من كان .
كل هذا وصاحبي ينظر إليّ بتعجب أو تندر .. أو عدم قبول لسماع ما أقول لا أعلم ما يخفيه .. لكنه ادار اريكة جلوسه من الجانب الأيسر للجانب عكسه ثم قال .. انتهيت ..
قلت نعم ..
قال هل نسيت أن نفوس العباد وشرائحهم وامزجتهم تختلف فيهم من يقبل بعض او كل مما تقول وفيهم من لا يعجبه إلا رأيه ( أمثالك ) وأشار بسبباته في وجهي .. التي ضحكت وقتها تقديرا لحرارة الحوار معه .. أما ما كنت اخشاه فعلا أن نختلف ذات الساعة ونحن لا نزال نناقش كيفية الحوار ( المتحضر ) بين شخصين تحكمها علاقة دائمة مثله ومثلي او علاقة عابرة نتيجة موقف معين ..
تركته يكمل والحديث على لسانه .. نصيحتي لك أن تطرح وجهة نظرك على من تريد ( إن اخذ بها واقتنع فأهلا وسهلا واصبت الهدف ) .. وإن لم يرق له رأيك فليس ما تقوله هو الصواب المطلق وغيره الخطأ ..
احترم ( أبوس راسك ) وهم بتطبيقها لولا ممانعتي .. ثم اكمل .. اراء وعقليات الاخرين ، دع الأيام تثبت لهم حقيقة ما ذهبت اليه ظنونهم أو عكس ذلك ..
الفاجعة المخيفة أمثالك من مدعي التفيقه في كل شيء حتى في توليد الذرة من بطن النملة قناعاتهم المطلقة واصرارهم الموحش أن رؤاهم خرجت من رحم معاناة صادقة مرت بمخرجات تصنيع كئودة في حقول التجارب الحياتية حتى آن لها القدر أن تخرج صارخة فرحة مستبشرة .. ( أنا الوضوح والثبات وما سواي غير الواقع ) …
ثم استقام وختم حديثه قائلا .. يعجبني وأنت تنظر اليّ شارد الذهن والفكر .. بهكذا اطراق اعود لما بدئته .. مستحيل أن اصل مع امثالك لقناعة مطلقة في رأي إتفاق ..
هذا ماعندي اقوله لك والسلام ..
لا أخفيكم وجدت نفسي هنا مقتنعا إلى حد الرضى بما قال .. وقد يكون معه العذر وأنا الوم ..
أترك الأمر بكله وكليله بين أيدكم لتروا فيه رأيكم الأرجح والى لقاء بكم قريب .. دمتم بخير …