صبيحة يوم ماطر ،جاء صاحبي( يسعى) يتقي زخات المطر بمظلة من البلاستيك الأبيض طواها بسرعة البرق مجرد ان ادخل جذع جسمه لمنزلي..
ثم استدار بوجهه يسالني كعادته هل انت سعيد..
اجبته الحمد لله..
ضحك بنظرة ماكره وبقايا قطرات المطر تناسب من على وجهه ثم قال فسر لي معنى السعادة ايها الجهبذ ..
كيف واين تجدها وماهي مقوماتها وكيف تحافظ على بقائك سعيدا في ظل تلاطم الخطوب من مؤثرات وعقبات كئود توجدها الظروف رغما عنك بغير إرادتك ، اضاف وهو يتخذ مجلسه الذي اشرت له بالجلوس فيه ، لان في ثيابه بقايا البلل ، يعجبني فيك انك تقول مالا تطبق وفي بعض الاحيان واعذرني ( والكلام من ذات فيه ) لايصدق!!
اجبته اذا لماذا تسالني..
فقال من باب زيادة المعلومة أعجبتني اخذتها وإن لم ترق لي تركتها ..
اخذت أمامه دور الملم بسؤاله حتى لا افقد في نظره هيبة مقارعته وقلت السعادة تختلف مفاهيمها وشروطها واركان توفرها من شخص لآخر وفقا لقناعات خاصة وثقافة مكتسبة لذات الشخص ..
انت احد الامثلة أمامي تحب التمجيد والتفخيم من الآخرين وقد يتصنع لك البعض بأقاويل ليست فيك ولا تعنيك يحاولون ان يلبسوك ثوب الخداع ، فتراه زاهيا عليك يزينون افعالك ايا كان نهجها ومقصدها فتسعد بكل ذلك وتتمنى أن تكون حالة تدوم ..
زد على ذلك حتى نفوسنا الأمارة بالسوء قد تزين لنا القبيح فنراه جميلا وننهجه دون روية تبعا لهواها .. كثير وكثير انت وغيري وغيرك يعلمها من شروط الشعور بالسعادة..
وختمت تستطيع بمحصلة تفكيرك ان تصنع السعادة لنفسك أو ان تعيش بين ( حانا .. ومانا )
السعادة بحر لايمكن الإحاطة بمفهومه الحقيقي حتى وإن اجتهد الواصفون لها .. وختمت ما اعرف مستشهدا بقول الحق تبارك وتعالى ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ظنكا..
قال وانت ماهي مفاهيمك لتعيش سعيدا..
قلت له مثلي يامل في قليل من الود العاطفي ممن هم حولي ومن اتعامل معهم في عمر كل يوم جديد من حياتي من فجر جديد الى فجر جديد وذلك يكفي ان اكون سعيدا سالما من طحنات الزمان وحقوق العباد ..
انام على فراشي لا طالب ولا مطلوب .. تحفني واسرتي عناية الله ورضاه وستره وعافيته ..
مرة اخرى تحدث في وجهي ساخرا وقال احييك انت قنوع مثالي واكيد وهو يهز راسه مستهزا لاتريد مال وليس لديك أي آمال للحصول عليه لتصنع لنفسك ومن معك مقومات السعادة به ..
رددت عليه من قال لك ذلك الآمال تسوقني سوقا وشوقا ان احقق ماتقول لكن بطريقتي الخاصه التي اراها بأن لا يكون على حساب الآخرين.. واستلاب القوت من افواههم احب المال لأبني به ماأريد واسعى جاهدا لإمتلاكه متى توفرت لي شىروط الحصول عليه التي يسعى لها الكثيرون بما يرضي الله ..
غير ذلك سيكون الثمن غاليا وقد لايسعفني كل ماجمعت لأتخلص من براثن الجمع المشاب ببعض أوجه الشبهات ..
رد علي احييك على إنشائيتك لكلام فيه وفيه كلمات لا اعلم وضوحها من غيره.. قلت له لك الخيار سؤال غيري وحسبما تفضلت سابقا الإقتناع بما سمعت من عدمه..
استدار بنظره للنافذة المواراة فرآى المطر قد توقف الا من رذاذ بسيط نهض مودعا على امل اللقاء في منافحة بيني وبينه لا اعلم على ماذا ستدور.. دمتم بخير
