هناك تسمرت أرجلي .. في أدراج المكان وقفت متأمله ..
تلك المسافات من سني عمري التي قطعتها .. اتذكر بعضا من المواقف التي مررت بها .. ذكرياتها .. صورها .. دوافعها .. بواعثها .. ومع كل ذلك اطلقت لخيالي العنان في أن تشمل صور الاستذكار اولئك الاشخاص الذين رحلوا وبقيت منهم روح حاضرة بتقاسيم شخصياتهم وتكوين سلوكياتهم التي كانت فيضا من نبع الحنان الجاري على من حولهم ..
سنين وأماكن وأقدار مرت صورها لم نكن نشعر اننا نلهث في دوامة الوقت وان العمر مر مسرعا بها .. المكان تغير عنها .. حتى الاشخاص اختلفوا كثيرا عن من عشت بينهم ودرجت في ربوع اماكنهم ..
بهذه الهيئة والكيفية وقفت اتأمل مامر بي في ساعة صفاء ذهني لا يخالطه كدر …
أيقنت اكثر من ذي قبل اننا مسيرون لا مخيرون ، فمهما احببنا أن تبقى تلك الصور الجميلة بيننا فليس لنا من الأمر شيء وتلكم هي اقدار الخالق تبارك وتعالى يجريها بين عبيده في أرضه ..
لذلك نحن راضون تمام الرضى بحكمة الباري سبحانه وتعالى .. لكنها مجرد ربط واقع بنسيج من المواقف والذكريات خفت عليها من الشرود دون تدوين عبثي في هذه الحروف .. وكيف انها تدرجت وتوالت وتسلسلت لتصبح قصة حياة وواقع وقت وذكرى احداث متفاوته ..
وقتها اخرجت تنهيدة حرى ثم حدثت نفسي لو يعود بي العمر عشرين عاما فقط من عمري المنصرم ماذا تراني سأغير من واقع الزمن الآن ؟؟
سؤال كبير طرحته لم اعي حجمه الا بعد ان خرجت الفكرة دون تثبت .. ثم ايقنت انه حكم المتسرع في القول بفعل الأحداث حلوها ومرها .. وسألت في ذات الوقت هل سيكون حالي الآن هو ما سأحصده لو عادت بي مسافات الوقت ومنحنيات السنين ؟؟
رأيت الأجمل أن اقول ( اللهم لك الحمد على كل اقدارك وما انعمت به علينا ) خير عوض في كل ماذكرته آنفا .. ثم واصلت سيري في كل محطة اقف عندها كنت اعلم ان الطريق مراقب وان الرقيب سيصدر اوامره الزاما لا اختيارا لما نهوى فلا بد مع ذلك الشعور من حسن الأدب ولن يبقى الا طيب الآثر وجمال المربي ..
دمتم في خير الى لقاء متجدد مع خواطر عبثية بين هنا وهناك ..