ميدان الحدث

ولائم العزاء … إلى أين تصل بنا .. !!

  • الموت والحياة بيد الله سبحانه وتعالى ..
  • المصاب جلل لكثير من الاسر …
  • السؤال الحائر سرادقات العزاء التي تقام .. ماذا يشوبها .. وهل هي توافق السنة النبوية .. أم أن هناك بعض المظاهر الإجتماعية التي ينفر منها المسلم … وتقود ذوي المتوفى الى ارتكاب بعض المآثم ..
  • هل احسن ذووه في فراش العزاء على مدى ايامه الثلاثة ..
  • من هي الجهة المسئولة عن ايقاف مانراه أمام أعيننا على مدى هذه الأيام الثلاثة
  • اسئلة كثيرة .. حاورت فيها صحيفة ( وقع الحدث )  عدد من المواطنين فماذا كان رأيهم حول ذلك … ؟؟

استطلعت وقع الحدث اراء عدد من السادة الآكارم ممن سنحت الفرصة لقاؤنا بهم كان من بينهم الشيخ / محمد الزيداني إمام وخطيب جامع الرصعة برجال المع .. حيث قال :-

إجتهاد أهل الميت في حفظ النعم أجور مضاعفة لهم وللميت .. !!

حقيقة أخي الكريم نرى ونلاحظ لدى بعض الأسر هدانا الله وإياهم ما يؤسف له من تكديس الطعام في الولائم وهذا بخلاف المأمول في حفظ النعم وصونها من الرمي او الحرص على توزيع مايزيد منها ويفيض عن حاجة اهل العزاء أو من يكونوا وقتها متواجدين في فراش العزاء من الآقارب واهل الميت .. أن يجتهد ذووه في طلب الأجر على نيته والتصدق بما يفيض على مقار سكن العمال وبعض الأسر المحتاجة ففي ذلك الآجر الكثير احتسابا على نية الميت وصون لهذا الفضل الذي اكرمنا الله سبحانه وتعالى به ..

ويحضرني قول ( إبن تيمية ) رحمه الله فيما قال –  إنما المستحب إذا مات الميت أن يصنع لأهله طعاما ، كما قال صلى الله عليه وسلم لما جائه نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه : ( إصنعوا لآلِ جَعفَر طَعَاما فإنه قد أتاهم أمر شغلهم ) ..

وقال إبن العربي : وهو أصل في المشاركات عند الحاجة فذهولهم عن حالهم بحزن موت وليهم اقتضى أن يتكلف لهم عيشهم ..

وختم بالقول نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يلهمنا الرشد في كل أمورنا وتصرفاتنا ونحن بلا شك كخطباء مساجد في أيام الجمع علينا مسئولية عظيمة التنبية لجموع المصلين حول وجوبية التثبت في حفظ النعم واحتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى وبخاصة من أهل الميت أو اقاربهم أو من المجاورين لهم الذين يفدون محملين بشتى اصناف الأطعمة في فراش العزاء والله يتولانا جميعا بلطفه وعفوه ومغفرته فإنه لا يملكها سبحانه وتعالى إلا هو .. وأن لا يؤاخذنا بأعمالنا وافعالنا التي قد لاترضيه سبحانه ..

كما كان لضيفنا الأستاذ على حسن زرد رأي خاص به في هذا الجانب حيث قال :-

             معدوا الطعام عليه الوزر الأكبر .. فلا يعبثوا بالنعم …

بلا شك المصاب جلل لدى أهل الميت نسأل الله أن يرحم موتانى وموتى المسلمين .. وكم يكون محببا من المجاورين والمعنيين بمثل هذه الأمور عدم الاسراف والتبذير حتى لا يقع معد الطعام ومن يبتغي الأجر في المحظور من خلال اعداد وجبات زائدة عن الحاجة .. وهذه من المحامد كون التعاون والتكاتف والمؤازرة وقت المصيبة امر محبب وسنة مشروعة ولكن بقدر الحاجة .. وفعلا نحن نرى مع الأسف تجاوزات ورمي لبعض المأكولات تفيض عن الحاجة يؤسف أن نراها في مجتمعاتنا ونسأل الله سبحانه التوفيق والسداد للجميع ..

ختمنا استطلاعنا هذا مع الأستاذ الكريم / جابر سليمان الثوعي .. سألنا عن ما سبق طرحه فيما تقدم ذكره ومايتم خلال ايام العزاء والولائم التي تقدم .. في سراداقات العزاء وتحمل لأسرة المتوفي .. فقال :-

عادات كانت محمودة .. طورت الى محظورات وتفاخر .. !!

والحديث على لسانه .. نرى هذا مع شديد الأسف في بعض المدن والقرى وبخاصة القرى والمحافظات التي لها عادات وتقاليد في فراش العزاء وكانت محمودة في قادم الأيام لقلة ذات اليد والتكاتف والتواد وصلة القربى والتراحم فيصنع على قدر الحاجة وبما يكفي ولا يفيض ..

أما اليوم فتسمع في صيوانات العزاء من الجميع مهما كانت صلة القربى وهم يعلمون ان كل شيء منتهي من قبل اقرب القريبين لذوي المتوفى .. تسمع طلبهم ان يخصص لهم ( وجبة ) يشاركون بها عشاء أو غداء ويصرون على ذلك .. ولا نريد أن ندخل في النوايا فذلك من المآثر المحمودة والمطلوبة حفاظا على تماسك المجتمعات وترابطها ومن باب المشاركة والاقتداء بالوصية النبوية في صناعة الطعام لأصحاب العزاء …

لكن والحديث على لسانه أنك ترى وقت العشاء او الغداء الولائم تفرش بما يزيد ويفيض عن حاجة الأسر وذلك بخلاف حافظات البر والسمن والعسل وكراتين المياه وغيرها التي يتفاخر الجميع في جلبها واحضارها ..

ومن وجهة نظري الشخصية أن مايقدم يتجاوز حد التعاون والتكاتف والوقوف في ايام المصيبة مع اسرة المتوفى .. ويخرج الى دائرة التفاخر والمزاودة بالنعم لما يقود الجميع لاقدر الله الى المحظور .. والمؤسف المبكي أن تكون نهايات تلك الحافظات من البر والسمن والعسل والذبائح المقدمة يوميا في سرادقات العزاء الى الرمي في المكبات وزيادتها عن الحاجة وعدم الحرص واحتساب الأجر في توزيعها على الأسر المحتاجة او مقار سكن العمال للآدارات الحكومية وذلك انبل واسمى وأوفر حظا واكسب اجرا …

وأخيرا وليس آخرا هذه هي أحدى قضايا المجتمع التي يرجوا بل ويأمل كل ذي لب أن تحاط بكل عناية وإهتمام لحساسيتها وخطورة استفحالها وتمادي بل وتجاوز بعض الأسر في مثل هذه المناسبات الى ( التفاخر ) في طرح الولائم من مأكولات ومشروبات في صيوانات العزاء ولأهل المتوفي وأن لا تهان هذه النعم التي والله يشهد أن تناسينا حق الله فيها أننا محاسبون ومسئولون عنها يوم تنصب الموازين ..

نعم للتعاون … نعم للتكاتف … نعم للوقوف مع المكلومين في مصيبتهم … ولكن وفق الحدود والضوابط الشرعية أولا وأخيرا مما قد لا يدخل البعض منا وهو لا يعلم في ما يخالف ما أمر الله به سبحانه وتعالى في مثل هذه المواقف .. والله نسأله التوفيق والسداد وأن يشملنا بعفوه ومغفرته ورحمته وأن يلهمنا الرشد في القول والعمل …

 

 

 

 

 

 

 

رزقان بن حمود العبدلي

صحفي متفرغ لمدة خمس سنوات .. مدير مكتب صحيفة المدينة بأبها بين عام ١٤٠٢ الى ١٤٠٨ مدير مكتب صحيفة المدينة بجازان عشرة اعوام .. مشارك بكتابات في بعض الصحف الورقيه وحديثا الالكترونية .. عضو شبكة الالمعي .. نائب رئيس مجلس ادارة صحيفة غرب الإلكترونية لمدة 7 سنوات مؤسس مشارك وعضو مجلس ادارة صحيفة وقع الحدث الالكترونبية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى