حروف مبعثرة …
وعاد الهوى عاد …
أجاد السيد حسين المحضار كعادته في صوغ هذه الكلمات ( رجزا ولحنا ) تأخذك وأنت تسمعها الى خيال فسيح ظم صور شتى مختلطة تموج بك كراكب البحر على قارب مسرع تقذفه الأمواج العاتية من كل جهة.. بقدر وحجم خبرتك إما نجوت أو أن تغرق في لحظة يقف فيها الكلام ..
كل ما حولك صامت .. تنظر هنا وهناك .. الجدران الأثاث الورقة القلم .. تشتاط يمينا ثم يسارا لتجدك بين دمي صامته .. المكان حولك سكون .. تنظر للأعلى لعل وعسى تحاول اخراج نفسك من ( سجن ) اللحظة الصامتة تستجمع قواك فلا تسعفك وقتها أن تستذكر لماذا كل شيء حولك صمت وأنت معه اعطيت لفكرك تذكرة الخروج ( الوقتي ) برهة من الزمن ..
نعم إنها لحظة تمر على كثير منا .. وبقدر عوامل عدة – ذكريات موقف قد كان – حجم ثقافتك وإطلاعك – الحس المرهف – أو عكسه – حالة المزاج .. وغيرها ، حتى الجو المحيط بك والمكان الذي كنت وقتها فيه .. كل تلك صور اختلطت ببعضها لتصل بك في النهاية لطريق مسدود فيها يحير الكلام وتقف لحظة التعبير ثم تصمت فليس امامك سواه لتطلق لناظريك المجال يتبعه عقلك تتجول هنا وهناك , علك تقرأ أو ترى ما يدلك على السبب الحقيقي لمثل هذا الشعور اللحظي …
السؤال الحائر .. عندما تفيق ماهي أول ردة فعل لديك تكون .. هل تستطيع تصوير هذه اللحظة كتابيا .. شرحا .. اسلوبا طريقة عرض يقبلها الآخرين تقنع بها من تحاول سرد ما جال بخاطرك عليهم .. ما أخشاه أن تعود من جديد وهذا هو الشعور المؤسف بكلك وكليلك الى نقطة الحيرة التائهة التي كانت هي سجانك وكنت أنت سجينها .. فما هو الحل إذا وكيف المخرج ..
قد لا يصدق من يقرأ أن مثل هذه المشاعر تمر على كثير منا أو بعضنا .. لكنها بقدر وحجم ما اشرنا له سابقا تكون ردة الفعل .. البعض يبقى في حيرته والآخر يخرج من ( قمقم ) هذا الشعور المخيف الى مجال ارحب يستطيع معها السير بذكرياته تحت وهج الحقيقة يستنير الطريق ثم يسرد ما مر به في ثقة تامة واسلوب مقنع ورؤية ثاقبة يقنع بها ومعها من له يسمع او لحروفه يقرأ ..
لذلك لا تسجن افكارك مهما كان النتاج الذي تفرزه ذاكرتك مرضيا للغير او غير مرض .. لأنك اول ما إن تضع هذه المعادلة ستبقى سجين ( الجب المظلم ) المحير تسمع كل ما حولك وتعيد شريط ذكرياتك ولا تدري بماذا تصف وماذا تقول .. وتفقد مع كل ذلك ادلة التثبيت أن ما مر بك كان سحابة عابرة اجبرتك ان تنيخ بعض حروفك لتكتبها وتقدمها في قالب مشوق للمتلقي .. وهذا هو الأهم والأسلم لما تطرحه ..
هنا .. اقف معكم مبعثرا حروفي اصف من خلالها ما جال بخاطري ساعتها .. والحكم لكم بالقبول او الرفض .. دمتم بخير .. والى لقاء قريب …