وهج المشاعر

حواء مشكاة الحياة

 

‏رَقَّتْ مشاعِرُها وعَفَّ هَوَاها
بالطُّهرِ يقطُـرُ والنَّـقَا نَجْوَاها

ما أعذبَ الكَلِماتِ حِينَ تَصُوغُها
مِنها البَـنَـانُ، مُمَوسِـقًا شَجْـوَاها

وِجْدَانُها والشِّعرُ فـيضُ غَمَامَةٍ
تروي النُّفوسَ، وتُنبِتُ الأشْبَاها

حَسْنَاءُ؛ لـكـنَّ الجَمَـالَ بروحِها
أحلى وأشْهَى مِن جنى رُؤياها

سُبْحَانَ مَن جَمَعَ المباهِجَ كُلَّها
في شخصِها؛ فتفرَّدَتْ حَـوَّاهَا

هَذِي الشمائلُ مِنحَةٌ قدسِيَّةٌ
كَمْ نالَـها فخرُ النَّساءِ سِوَاهَا

تبقى الأُنـوثَـةُ رُتـبَـةً عُلوِيَّةً
لن يرتقِي وَغدٌ تخومَ عُـلاها

ذاكَ الذي مِن قُـبـحِـهِ أزرا بها
حتمًا سيشقى كُلُّ مَن أَشقاها

مَن كانَ أَحرى أَنْ يُزَيِّنَ هامَهُ
دومًـا بـتـاجِ كَـمـَالِـها وغَـلَاها

بُعدًا لَهُ، أضْمَا التي تَهَبُ النَّدَى
للنَّفسِ، تـغـمُـرُهُا بُحُورُ عطاها

تِلكَ التي زانَ الوُجُودَ وُجُودُها
ما فـاحَ طِـيـبٌ بـالشَّـذا لـولاها

والوَردُ لا يحلَو بعَينَي ناظِرٍ
لو لَمْ تَـكُنْ مِن روضِهِ أُنثاها

حَوَّاءُ مِشْـكَـاةُ الحـيـاةِ، ضِيَاؤُها
كَمْ عاشَ في الظَّلماءِ مَن أخباها؟!

 

شعر: صالح عبده الآنسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى