الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

“عدسة الحلم: حين التقت البكيرية بفن اللقطة”

✍️ ناصرمضحي الحربي :

في مساء هادئ من أمسيات البكيرية، وعلى ضوء شاشات الهواتف التي أصبحت نوافذ للعالم، تجمّع شبابٌ وشاباتٌ يملؤهم الشغف، ويقودهم الفضول نحو عالم الصورة والكلمة، في قاعة الليوان بفندق رمادا. لم يكن ذلك اللقاء عابرًا، بل كان موعدًا مع الفن… “فن اللقطة بالجوال”.

جمعت جمعية إعلام البكيرية أرواحًا طموحة، وحناجر تهمس بما سيكون يومًا ما صوتًا إعلاميًا واثقًا، لتحتفي بدورة تدريبية قدمها المدرب محمد الجويسر، الذي لم يكن مجرد محاضر، بل كمن يحمل بين يديه شعلة الحرف والصورة، ويوزعها على من حوله بحبّ واحتراف.

في تلك القاعة، لم تكن الهواتف مجرد أدوات، بل تحوّلت إلى عدسات تسرد الحكايات، وتوثّق اللحظات، وتصنع من كل لقطة عالَمًا من المعنى. علّمهم الجويسر كيف ينصتون للصورة، كيف يرفعون جودة الصوت كأنهم يعتنون بروح النص، وكيف يمسكون بخيوط المونتاج حتى تخرج أفكارهم في أبهى حُلّة، جديرة بالنشر، ومهيّأة لتتحدث بلغتها للعالم.

لم تكن الدورة مجرد ساعات من التدريب، بل كانت ورشةً لحفر الجمال وسط صخور التقنية، وكانت بمثابة خطوة أولى على درب طويل، نحو إعلام محلي نابض بالإبداع والتميز.

وفي ختام اللقاء، وقف الأستاذ حمود المطيري، رئيس الجمعية، بكلمات امتنان تنبض بالصدق، يشكر فيها الجميع، ويخصّ بالتحية الأستاذ الجويسر، ويقدّم له درعًا تذكاريًا يحمل في جوهره عرفانًا وعطرًا من التقدير. إلى جانبه كان نائب رئيس الجمعية، الأستاذ محمد المسلم، شاهدًا على هذا التكريم، وكأن المشهد يكتمل بلمسة وفاء.

ليست هذه الدورة سوى صفحة من كتاب تسعى جمعية إعلام البكيرية لكتابته بمداد الجهد والمعرفة، ضمن سلسلة برامج تسعى لرفع راية المحتوى الإعلامي، وتطوير مهارات أبناء وبنات الوطن، ليكونوا نبضًا حديثًا في مشهد إعلامي يتغير كل يوم، ويتطلب منّا أن نكون لا مجرد متابعين… بل صُنّاعًا للتغيير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى