كتاب الرأي

دكتاتورية رئيس تحرير

ما دامت الحياة غدًا يُرتقب، وهو الذي يسمونه المستقبل؛ فلماذا يغزو غرور الإنسان نفسه؟ فيجعل من نفسه شيئًا عظيمًا، لا يستطيع أحد الوصول إليه، فضلا عن أنه يجعل من باقي الناس جهلاء لا يفقهون في الأمور شيئًا.ومن الأمثلة الحية لهذه الشخصيات بعض رؤساء التحرير، حين يقفون فى وجه الكاتب أو الصحفي الجديد – الطموح لإثبات نفسه – من خلال جهده المبذول لمصلحته، ومصلحة الجميع، فإذا ظن أحدهم بأنه مخلوق قوي وتوهم أنه لا يحتاج إلى أفكار وجهد الآخرين؛ فسوف يرى زوال أعماله في العاجل القريب، وكما قال أحد زملائي: إن بعض الأشخاص يمثلون أذناب الصحافة وقد عرف مؤخرا من هم أذناب الصحافة وكذلك رئيس تحريرهم!!

فلو يرى نفسه في مرآته سيرى شخصًا أبلهًا مغفلاً، يدور في دائرة الخوف والشعور بالنقص والاضطراب، عيناه تتوسلان من الآخرين، ولسانه يتلجلج بألفاظ مرتعدة. ويا عجبًا للإنسان وضعفه اللا محدود له، فلا حدود لما يستعمل من الكلام المبهم الذي يحمل ما شاء أن يحمل، ويستوي عندها خطأ الإنسان وصوابه. وكما قال الإمام الشافعي:

أصبحت مطرحاً في معشر جهلوا
حق الأديب فباعوا الرأس بالذنب
والناس يجمعهم شمل، وبينهم
في العقل فرق وفي الآداب والحسب
كمثل ما الذهب الإبريز يشركة
في لونه الصفر والتفضيل للذهب
والعود لو لم تطب منه روائحه
لم يفرق الناس بين العود والحطب

فالموضوع الذي أشرت إليه ما هو إلا لشمول معناه الطبيعي لما يحدث فى الصحافة لبعض الناس

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى