الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

همة السعوديين مثل جبل طويق لن تنكسر

وقع الحدث/ بقلم – ناصرمضحي الحربي

في قلب الجزيرة العربية، حيث تمتدّ الصحارى وتتقاطع القيم مع التاريخ، يصنع السعوديون معاني العزم كما لو أنهم يستقونها من صخور طويق، الجبل الذي تحوّل من مجرد معلمٍ جغرافي إلى رمز وطني شامخ، وإلى استعارة حيّة لإرادة لا تلين. وحين قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عبارته الشهيرة: «همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهدّ هذا الجبل»، لم يكن يستحضر صورة بلاغية بقدر ما كان يعبّر عن حقيقة متجذّرة في الوجدان الجمعي لهذا الشعب.

إرث العزم في ذاكرة وطن

تاريخ السعوديين ليس صفحات مكتوبة بالحبر، بل محفورة بالعزائم. من توحيد البلاد تحت راية واحدة، مرورًا بتشييد دولة حديثة في زمن قصير، وصولًا إلى بناء نهضة اقتصادية وعلمية وثقافية، ظلّ السعوديون متمسكين بمبدأ واحد: الإرادة هي الأساس.
ومثلما كان الصحراوي قديمًا يقرأ النجوم ليهتدي بها، صار السعودي اليوم يقرأ التحولات الكبرى بثبات، راسمًا خطواته نحو المستقبل بثقة لا تتزعزع.

طويق… ليس جغرافيا فقط

يقف جبل طويق بعرضه وامتداده وتشكيلاته الجيولوجية المتماسكة كمعلم استثنائي بين جبال المملكة. لكن أهميته الأكبر لم تعد في حجمه، بل في الرمزية التي ارتبطت به والتي جعلته عنوانًا للثبات والإصرار.
هذا الجبل الذي صمد آلاف السنين أمام الرياح والعواصف، أصبح رمزًا لصلابة السعوديين، ولقدرتهم على مواجهة المتغيرات بعقلية لا تعرف الانكسار.

رؤية 2030: تجسيد عملي للهِمّة

حين انطلقت رؤية السعودية 2030، لم تُطرح بوصفها برنامجًا تنمويًا فحسب، بل كاختبار حقيقي لهمّة مجتمع كامل. وفي سنوات قليلة، تجاوزت المملكة حدود الصورة التقليدية في الاقتصاد والثقافة والرياضة والسياحة، وقدّمت نفسها باعتبارها نموذجًا لدولة تتحدث بلغة المستقبل.
السعوديون، من مسؤولين إلى شباب وشابات، أثبتوا أنهم شركاء في الإنجاز، وأنهم قادرون على تحويل الطموحات إلى واقع، وعلى إبهار العالم بمستويات أداء غير مسبوقة.

في مواجهة التحديات… لا تراجع

لم تمرّ على المملكة عقود دون تحديات كبرى: اقتصادية وسياسية وأمنية. لكنها أثبتت في كل محطة أنها لا تنكسر.
ففي الأزمات العالمية الأخيرة، ظهرت قدرة المملكة على تثبيت استقرارها الاقتصادي، وعلى حماية المكتسبات الوطنية، وعلى تعزيز حضورها الدولي.
هذه القدرة لا تأتي من فراغ، بل من منظومة قيم متوارثة: الصبر، الشجاعة، التكافل، والالتفاف حول القيادة.

شباب السعودية… الوقود الحقيقي للهِمّة

أكثر من ثلثي سكان المملكة من فئة الشباب، وهؤلاء يشكّلون طاقة بشرية استثنائية.
شاهدهم في الجامعات، في ساحات الابتكار، في المشاريع الريادية، في ميادين الرياضة، وفي الفنون والثقافة… وستدرك حقيقة بسيطة: أن همة السعوديين لم تعد مجرد شعار، بل باتت أسلوب حياة.
هم شبابٌ يعرف كيف يحفظ إرثه، وكيف يبني أمامه مستقبلًا يليق بالوطن.

هوية وطن… ومسؤولية جيل

الهمة ليست صفة فردية، بل طاقة وطنية عامة يشعر بها كل سعودي حين ينظر إلى العلم، أو يقرأ قصص تأسيس البلاد، أو يشاهد الإنجازات المتسارعة.
إنها مسؤولية أيضًا؛ مسؤولية الحفاظ على هذا الإرث، وتطويره، وتقديمه للأجيال المقبلة بوصفه منهجًا للعمل وليس شعارات تُرفع في المناسبات فقط.

خاتمة

مثلما يقف جبل طويق شَامخًا لا تناله العواصف، يقف السعوديون اليوم بثقة راسخة في مواجهة عالم سريع التغير.
والمستقبل—مهما بدا متقلبًا—لن يكون إلا امتدادًا لهذه الهمة التي لا تُكسر.
فالمملكة تبني، وتتقدم، وتُلهِم، والسعوديون يثبتون يومًا بعد يوم أن عزيمتهم ليست ظرفًا طارئًا، بل جوهرًا أصيلًا…
وأن هِمّتَهم، حقًا، مثل جبل طويق: لا تنكسر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى