حروف مبعثرة ..!!
يسأل صاحبي وهو دائما ما يشكي لبعض من يهواهم أو بالأصح يوافقون هواه قائلا ..
أين تنتهي خاتمة المساعي ..
أين تقف لهفة النفس الباحثة عن المجهول في عالم المجهول ..
متى تعلم يقينا أن كل تلك المساعي واللهفات تلاشت ..
هل جنى أولئك ما يفيد .. أم انه سعيا وراء سراب ..
لا أخفيكم .. الكلام هنا بلفظه ومدلوله ( فخم ) لكن السؤال هل أنا فهمته ..؟؟؟
ولو أني تيقنت معناه لما طرحته بين أيديكم لتروا فيه رأيكم ..
دار بيننا نقاش حول ما يعنيه وما ترمز اليه رؤاه ..
فأجاب .. كنت أظنك يا عبد المعين تَعين فوجدتك يا عبد المعين تريد العون ..
سؤالي كيف تنقضي لهفة المرء أمام تلك الأشياء التي أفنى وقته وجهده وسخر كل ما استطاع للركض ورائها ملء روحه ..
بل قد يكون خسر مقابل ذلك أشخاص واشياء ، أضاع بعض الوقت من عمره في سبيل النيل منها وفاء لتلك ( اللهفة ) وذلك الوله ..
لك أن تتخيل وقد تكون أنت أو شخصي او غيرنا على هذه الحالة المؤسفة ثم نشعر بأن أحلامنا التي حملناها بين أضلعنا حرصنا على أن تتوارى عن الأنظار خوفا عليها .. لك أن تتخيل أنها في لحظة حاسمة ( ذبَلت ) ماتت .. لفضت أنفاسها الأخيرة أصبحت مسجاة على نعش النسيان المخيف ..
لك أن تسأل نفسك كيف يفقد القلب زهوه وبريقه وتراقص فرحاته وقد وصل به الحال الى هذا المآل ..
أما ما هو انكى وابكى واشد الما .. أن كل ذلك كان أمام من كنا نظنه يوما سراج ضوء ونور فرح ووهج بهجة لذلك الفؤاد الذي خبى نوره وأصبح كسيرا في مكان محدود ( لا حراك ) ..
إن اسعفك الحظ .. واراد الله بك لطفا سبحانه فسوف تسأل نفسك وغيرك من هم مثلك وكلنا لا بد أن نسأل ذواتنا كيف انقضت اعمارنا نطارد سرابا .. نظنه ماء نروى به عطش اللهفة والوله .. ما إن وصلنا اليه نلنا منه إلا وثبت بالدليل القاطع أن الظماء والوله واللوعة ما كانت إلا مشاعر داخلية هي من دفعنا للركض الطويل في عالم المجهول باحثين عن المجهول ..
تبين لك الحقيقة أن ما كنا نسعى ورائه كان مرآة لفراغ ، تلبسنا بكل وحشية حتى كاد يتلف ما بقي من ملكات فكرية لدينا ..
قادنا بعنوة كما تقاد الشاه لمصيرها المحتوم ..
لكن إرادة الله سبحانه أبت إلا أن تَلهمنا الصواب أمام هذا الجاثوم المخيف الذي كاد أن يبتلع ما بقي منا وفينا .. ما كتبت لنا الحياة ..
فكم من غاية ظننا أنها خاتمة المطاف والسعي فإذا بها مجرد بداية لعناء الوله واللهفة ..
كم من لهفة توقعنا أنها الخلاص مما نعانيه فإذا بها درب طويل متشعب الاتجاهات يقودنا إلى ضياع ونهاية بلا هدف ولا مكسب أو مغنم ..
وفي النهاية تتلاشى اللهفة والوله ليس لأنها كانت من أكاذيب الوهم في حياة البعض لكنها أنهت دورها بأن اشغلتنا وقتا من الزمن .. علمتنا أن قيمة الأشياء ليست في وصولنا لأهدافنا .. بل في الطريق الذي نسلكه إن احسنا رسمه واتباعه ونحن عازمين البحث في عالم المجهول عن المجهول .. وبذلك قد لاتحير أفكارنا في البحث وراء سراب ..
أنهى حديثه ثم التفت اليّ فوجدني فاغر الفيه محدق النظر اليه ..
نفث على رأسي تلا بعض السور القصيرة ..
لم يستأذن خرج .. ترك باب منزلي مشرعا ..
لازلت في حيرة أمام ما سمعت منه .. انتظر رأيكم دمتم جميعا بخير …