الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

الثقافة والفنون

رحلة الحياة… تأملات على مقعدٍ عابر

بقلم: أ. صفية اليحيى

الحياة تشبه الحافلة، تمضي بنا في طريقٍ لا نعلم متى بدأ، ولا نعرف أين ينتهي، لكننا نُدرك جيدًا أن كل محطةٍ نمرّ بها ليست مجرد عبورٍ عابر، بل درسٌ عميق يستحق التأمل.
أجلس في مقعدي، أُراقب ابني بعين الأم الحانية، ثم ألتفت إلى الوجوه من حولي، وجوهٌ تمرّ كصفحات كتاب مفتوح؛ هناك طفلٌ صغير تشدني براءته، وهناك شيخٌ مسنّ يحدّق بصمتٍ من خلف النافذة، كأنما يروي لها بدهشة فصول حياته الماضية.
كل مشهدٍ في هذه الرحلة يحمل في طيّاته درسًا صامتًا، درسًا لا يحتاج إلى كلمات، بل إلى قلبٍ يُصغي.
أُنصت الآن إلى أنفاس الركّاب من حولي، بعضهم أنهكه الطريق فأغفته عيناه، وسكن المكان هدوءٌ غريب. شعرت حينها أنني أصبحت أكثر صمتًا، وأكثر انغماسًا في التأمل… كأن الحافلة لم تعد تسير على الطريق، بل تسير في داخلي، تقودني إلى أعماق ذاتي، وتمنحني رؤية جديدة لنفسي.

وفجأة، قطع هذا التأمل صوتٌ مُرهقٌ يسأل: “متى نصل؟” كان صوته يحمل تعب الرحلة، وحنين النهاية. فاسترجعت في داخلي معاني الحياة، بتقلباتها ومراحلها، بحلوها ومرّها. أدركت أن كل لحظة نعيشها، مهما بدت عادية، إنما هي درسٌ يرشدنا نحو مزيدٍ من الوعي والمعنى.
الحافلة تمضي… وكذلك حياتنا.
فيا من أسأت فيما مضى، كن مُحسنًا فيما بقي.
فالرحلة لها نهاية، ولكل طريق محطته الأخيرة…
فاجعل من ذكراك في هذه الحياة بصمةً جميلة، لا تُنسى

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى