القاهرة – وقع الحدث
في مشهد بطولي نادر شهدته شوارع القاهرة القديمة، وتحديدًا في حي الجيارة المزدحم، تجلت شجاعة استثنائية من سائق شاحنة يدعى “بلال”، حين واجه النيران بقرار لا يتخذه إلا من يملك قلبًا لا يعرف الخوف.
بدأت الواقعة حين تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، بقيادة اللواء طارق محفوظ مساعد وزير الداخلية، بلاغًا من إدارة شرطة النجدة باندلاع حريق في سيارة نقل محملة بالبنزين، كانت متوقفة وسط منطقة سكنية تعج بالمارة والمنازل.
تحركت قوات الأمن والإطفاء على الفور، حيث تبين أن ألسنة اللهب قد اندلعت فجأة في الشاحنة، مما هدد بكارثة كبيرة في قلب الحي القديم. لكن قبل وصول فرق الإنقاذ، كان “بلال” قد اتخذ قراره الحاسم: لم يهرب كما يفعل الكثيرون، بل أمسك بمقود الشاحنة المشتعلة، وقادها بشجاعة بعيدًا عن الكتلة السكنية.
اتجه بلال بالشاحنة نحو منطقة مفتوحة خالية من السكان، معرضًا نفسه للخطر لإنقاذ أرواح العشرات. ورغم نجاحه في تجنيب الحي انفجارًا مروعًا، أصيب باختناق حاد نتيجة استنشاق الدخان، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
الأجهزة الأمنية باشرت التحقيقات، وحررت محضرًا بالواقعة، فيما تم إخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق.
بطولة “بلال” ليست مجرد موقف عابر، بل قصة إنسان واجه الموت من أجل الآخرين، في زمن ندر فيه الأبطال
