لحظات الوداع.. مشاعر الحجيج وهم يغادرون مكة المكرمة
مكة المكرمة/ ناصرمضحي الحربي
ودّعت مكة المكرمة مواكب الحجيج بعد أن أتموا نسكهم وأدّوا الركن الخامس من أركان الإسلام، في أجواء روحانية يملؤها الخشوع والانكسار. خاض الحجاج طواف الوداع بالمسجد الحرام، مودّعين الكعبة المشرفة بقلوب دامعة وأرواح مفعمة بالإيمان، قبل أن يبدأوا رحلة العودة إلى ديارهم.
كان الوداع مليئًا بالمشاعر المتباينة، حيث امتزجت رهبة المكان بحب الطاعة، والفرح بإتمام الفريضة بالحزن على مغادرة أطهر بقاع الأرض. في أروقة الحرم المكي الشريف، علت وجوه كثير من الحجاج علامات التأثر، وسالت دموعهم بصمت وهم يطوفون حول الكعبة في خطوات متأنية، كأنهم لا يريدون أن تنتهي هذه اللحظة المفعمة بالإيمان.
وداع المشاعر المقدسة.. وداع منى واستعدادات المغادرة
في مشعر منى، حيث قضى الحجاج أيامهم المباركة، شهدت لحظات الوداع مشاهد العناق وتبادل التهاني والتذكارات بين الحجيج، مع دموع الفراق التي رافقت الصحبة المباركة. خلت مخيمات منى من ساكنيها ولفّها الحزن بعد وداع الحجاج، لتبدأ فرق العمل بالمخيمات وشركات الطوافة عملية التجهيز والتنظيف استعدادًا للموسم القادم.
رحلة المغادرة.. تنظيم وانسيابية
شهدت طرقات مكة المكرمة حركة بشرية كبيرة مع مغادرة الحجاج بعد رمي الجمرات وإتمام مناسكهم الأخيرة، وسط تنظيم دقيق من رجال الأمن الذين واصلوا جهودهم تحت أشعة الشمس الحارقة لضمان انسيابية الحركة وحماية ضيوف الرحمن. رصدت الطائرات العمودية والمراقبة الجوية المشهد، فيما تابعت غرف القيادة والتحكم تحركات الحجيج لضمان سلامتهم حتى مغادرتهم المشاعر المقدسة.
هدية خادم الحرمين الشريفين.. المصحف الشريف لكل حاج
في لفتة كريمة، بدأت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، من المصاحف الشريفة للحجاج أثناء مغادرتهم عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية. حيث خصصت أكثر من (2,521,380) نسخة من المصحف الشريف بمختلف الأحجام والترجمات لضمان وصول هذه الهدية إلى جميع الجنسيات.
ضيوف خادم الحرمين الشريفين يواصلون رحلتهم إلى المدينة المنورة
غادر ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، والبالغ عددهم 2443 حاجًا وحاجة من 100 دولة، إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. عبروا عن امتنانهم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد لما وجدوه من خدمات وتسهيلات خلال رحلة الحج، سائلين الله أن يجزي قيادة المملكة خير الجزاء على جهودها الجليلة في خدمة الإسلام والمسلمين.
هكذا تنتهي رحلة الحج، لكن الذكريات تبقى حيّة في القلوب، والأمل يحدو الجميع للعودة مجددًا إلى هذه البقاع الطاهرة لأداء المناسك في مواسم الحج القادمة.