الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

الوعي التربوي وسامة المربين

✍️ عهود العوني :

ليست الوسامة مقصورة على الملامح أو المظهر الخارجي، فثمّة جمال أعمق، تلمحه الأرواح قبل العيون..
ذلك هو جمال الوعي التربوي، وسامة المربي الحقيقي.

حين يكون المربي واعيًا، حاضر الذهن، مدركًا لاحتياجات الطفل النفسية والعاطفية، فإن له هيبة ووقارًا وجمالًا لا يُشبه أحد.
هو لا يربّي فقط، بل يزرع الأمن، ويُشكّل الذاكرة، ويؤسّس لإنسان سويّ من الداخل
الوعي التربوي ليس في كثرة المعلومات، بل في اللّطف أثناء الغضب، في الصبر وقت العناد، في قراءة ما بين الدموع والكلمات، في احتضان الفشل قبل النجاح
هو ذلك الحسّ الداخلي الذي يجعل المربي يلتفت لقلب الطفل قبل سلوكه، ويُفسّر التصرفات لا من منطلق “العقاب”، بل من منطلق “الاحتياج”

وسامة المربين تكمن في تلك النظرات التي تقول “أنا معك”، في الصدور التي تتّسع للصراخ والحزن، في الكلمات التي تُداوي دون أن تُدِين
في ذاك الأب الذي لا يرى دموع طفله ضعفًا، وتلك الأم التي لا تستهين بقلق صغيرها، والمعلّم الذي يصغي لطفله قبل أن يلقّنه

نعم، إن الوعي التربوي هو الجمال الحقيقي هو ما يبقى في الذاكرة، ويُعيد تشكيل النفوس، ويُربّي أجيالًا تحب الحياة، لأنها كانت محاطة بمربّين وسيمين من الداخل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى