كتاب الرأي

حروف مبعثرة …

 

صاحبي عندما جلس أمام وجهي سألني قائلا  :-

 هل أنت ممن يكتب بقلبه أم بأصابعه ؟؟

اجبته القلب يملي على اصابعي فتكتب يداي ما يصلها من أوامر ..

تبسم ضـــاحــكا .. وقــال :-

وإين اجلست عقلك ايها الفهيم .. ؟؟

رددت عليه .. هو المسيطر الآمر الناهي بسطوة الجلاد على كليهما ..

عقب بقوله … أتمنى وأنت تتناول حروفك المبعثرة.. أن تقبل مني بعض إرشادتي التي لو التزمت بها لصرفت وقتك وقرائك معك فيما ينفع ..وأضمن لك ذلك ..

لم يكن أمامي إلا حب الاستزادة .. فهو بارك الله فيه يتحفني في كل جلسة سريعة معي بما اراني استفيد منه .. وعلى اقل تقدير اريح خاطره من باب ( جبر الخواطر ) كما يقال ..

فسمعت منه وأنتم تقرأون معي هنا نصائحه وهو يقول :-

هناك كلمات تكتب بالأصابع يمليها عليها العقل ..

واخرى تكتب بأوامر القلوب التي تعاني ما تعانيه وقد تكون هي ( الأوثق ) والاقوى تسلطا عندما تقع عليها عينا القاريْ الكريم .. خاصة والقلوب تختزن كثير من الذكريات تشبه البراكين الخامدة فجأة تثور على شكل براكين مفزعة ..

قانعين مؤمنين أن هناك فروقات واضحة قد لا تلمسها ولا تحيط بها علما كونك تسترسل في الكتابة وقت أن جائك هاتف الفكرة دون تعمق واضح ومفهوم يترك اثرا في نفوس المطلعين ..

سألته كيف .. ؟؟

واصل حديثه وأشار بيده أن لا أقاطعه بالقول ..

الأولى وهي الكتابة بالأصابع بسرعة خاطفة أول ما تصل اليها اوامر العقل او الفكر .. تذوب بين السطور وتمحى بعمرها الزمني وقت الإنتهاء من مطالعتها .. وقد تنسى لا يحتاج المرء للعودة اليها او قرائتها مرة اخرى ..

 أما الثانية فهي تلك التي تخرج من  ( القلوب ) لأنها تولدت نتيجة معاناة حقيقة رسمت صورة جميلة أيا كانت آثارها على المطلع مع إيماننا وقناعتنا التامين أن لكل كاتب بصمة واضحة واثرا ونهج معروفين يمتاز بكل ذلك ويتفرد به عن غيره ..

والنصيحة لي ولك وكل من يحاول أن يسير على طريق المحاكاة بالأحرف لعامة القراء أن يكتب بقلبه وليس بأصابعه فقط إلا أن يتحرى الصدق والوضوح فيما يكتب ..

ثم ختم بالقول وهو يهم بالوقوف ( حاول أن تجرب هاتين الطريقتين لترى الفرق بينهما واضحا جليا .. حيث أن القلوب تبقى هي الباعث الأول للمشاعر الصادقة التي تنفثها اقلام الكتاب والادباء والشعراء فيما يطرحونه من نتاج افكارهم .. في زمن شحت فيه الكتابة المتجلية في محيط العطاء الفكري الذي نحن اليه أحوج بأن نطالع ما هو مفيد ينقلنا مع الفكرة المطروحة الى واحة التأمل الفكري والتعايش مع الأحرف التي ندفع ثمنها يوميا ( كزاد فكري ) عسى أن نجد ما نبتغيه وسط الزخم المهول مما تحمله كثير من وسائل التواصل الإجتماعي والمنصات المختلفة والدوريات والمجلات وما تفرزه الاجهزة اللوحية وغيرها في هذا الزمن المتسارع بكل جديد الذي يحتاج منا نحن المتذوقين الى مراعاة كل تلك العوامل ..واختيار الآجمل لنستفيد ..

غادر مجلسي بعد أن املى علي الكثير من الشروط والتعليمات التي تزاحمت في رأسي منها ماعييته ومنها ماتاه وسط الزحام ..

الرأي لكم أنتم .. دمتم جميعا في كنف الباري ..   

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى