الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

حروف مبعثرة ..

 

جائني مسرعا تسبقه دموعه على وجنتيه.. يهرول متعثر الخطى .. فجأة جثى أمامي على ركبتيه وهو يردد .. ( قرب الرحيل وخاطري منك ما طاب ) ..

أفزعني .. اقلق راحتي .. قض سلوة خاطري اقتحم خصوصيتي بهذه الطلة التي لم اتوقعها منه ..

ما كان مني الا أن اجلسته سحبته الى جواري واضعا يدي  وراء كتفيه ..

مذكرا إياه بما اجتمع لي من بعض الكلمات المواسية لمن في مثل حالته ..

تركته حتى بدأت دموعه بالإنكفاف ..

لاحظت اطمئنان نفسه ..هدأت ضربات قلبه الذي احسسته يرجف تحت يدي ( مثل رجف المكينة ) ..

سألته ما بك ؟.. ماذا أصابك ؟ .. مما تعاني ؟؟..

كنت متلهفا لسماع الإجابه .. الشافية الشافعة له في التدثر بهذا الوضع المؤسف والحالة التي تدع للإشفاق  ..

 

فيا ليتني لم اسأله .. بل تمنيت أني تركته حتى يفيق فيما بينه ونفسه …

 

شخص بناظريه في عيناي ثم عاد لسيرته الأولى .. يبكي وهو يردد ..

 

قرب الرحيل وخاطري منك ما طاب

يا واحدٍ عندك حياتي رهانه

تدري بعله واحدٍ منك منصاب

اللي بقلبه لك يقوله لسانه 

بك طيب لو ماحط بك زين الأطياب

يا غصن بانٍ ناعمٍ به ليانه

يا ليتهم سموك يازين معطاب

حيث إن جرحك بالضماير مكانه

كلن عذلني فيك عدوان واصحاب

واقول خلوني وكلن وشانه

وان قيل ولا بدل احباب باحباب

قلت آه لكن من يسد بمكانه

 الجم فمي .. لم انبس بكلمة خشية أن يزيد نحيبه وبكاؤه ..

 فدفعته بعيدا عني قليلا ..

تركته مع عالمه المبكي الذي نالني حتى انا جليسه من الوجد ما نالني ..

مكث برهة من الوقت ثم افاق ..

 وقال هذه واحده من قصائد سمو سيدي الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله صاغ هذه الكلمات بكل ما تعنيه كلمة ( الألم ) ولك أن تقيسها على كل شيء تفارقه دون ان تنال منه ما تريد او تكتفي منه بما تشاء ..

كلمات تحكي الم الفراق المحتوم .. بين شيئين كل منهما مكمل للآخر كلمات لها رجز مبكي الى درجة جاوزت التخيل .. رحم الله الأميرالشاعر عبدالله الفيصل الذي كان للكلمة المؤثرة في شعره مكان عال ..

سألته أنتهيت ؟؟.. قال نعم .. هدأت نفسك .. اجاب نعم ..

تبسمت في وجهه لأضيف له نوع من سلوة الخاطر والسرور محاولا ادارة بوصلة الحديث بيني وبينه ثم اكملت

 أنت ماذا فقدت ؟؟.. ماذا فاتك ماهي الدوافع المسببه لأن تصل الى هذه الحالة المؤسفة ؟؟..

اين ايمانك بالقضاء والقدر .. اين تسليمك بالأخذ بالأسباب .. اين محاولاتك الخروج من دائرة الألم الى فضاء ارحب واوسع .. لماذا لا تحاول ان تنسى وتتجاهل كل المواقف التي تجلب لك النكد والبؤس والتحسر على امر فات قد لا تملك ولو حاولت  بكلك وكليلك ان تبقيه والله لم يشاء وليس مكتوب لك فلن يبقى ..

يارجل حاول ان تكون واقعيا في بعض مشاعرك وتصرفاتك حتى لاتثقل على نفسك حمل هموم ومتاعب أنت في غنى عنها .. خاصة وقد بلغت من العمر ( عتيا )  فليس ما هو آت سيكون افضل مما فات ..

حاول قدر استطاعتك التوازن بين ما أنت به اعلم في دنياك وآخرتك ولن البس ثوب الفقيه الزاهد العابد لتنويرك في مثل هذه الأمور فمثلك خبير ..

رد في لوحة معبرة ( بوجه متحسر ) على بعض ما فات .. لكني لا أملك كبح جماع ورغبات عواطفي نطقها بصوت خافت وكأنه يشك حاله اليّ .. ثم اكمل قائلا ..

 لا استطيع التصرف في مؤثرات دورة وساعات حياتي ..

لست انسانا معدوم المشاعر والاحاسيس ..

يا أخي ثم استقام رافعا يده في وجهي ..

أنت من الصنف الذي لا يؤثر فيه أي موقف محزن ولا تسترجع ذاكرتك بعض وقفات كانت لك فيها ساعات سلوى ومرح وفرح مع من تحب .. أنت من الصنف الذي اقفل قلبه تماما .. حتى أنني اظن أن صدمات الحياة جعلت منك رجلا صلفا .. ثم ازدادت حدة صوته وجهوريته .. وقال

فكرك الضيق يعتقد أن كل ما تراه وتسمعه  في مثل هذه القصائد والاشعار ننسبها للحب والهيام والغرام ..

عقبت بالقول في أبيات ومدلولات هذه القصيدة ( نعم والف نعم ) خاصة وشاعرها رحمه الله من فحول الشعر الغزلي وغيره ..

رد بصوت حاد ..

يا أخي افكاركم تضيق دائما فقد يكون ( المفارق ) أما أو ابا أو اخا أو أختا .. أو صديق عزيز ربطتك به عشرة سنون واعوام .. او قل ماتشاء من صدف الحياة مع بعض الاشخاص الذين لهم بصمات وذكريات مفرحه عاشت مع الايام ..

يا رجل أنت من يحتاج طبيب نفسي يعيد لك ترميم بعض افكارك ورؤاك ..  يا رجل اعترف ان الحب والغرام وما يصاحبهما سيد المواقف وهي اكثر المهلكات قودا لنهايات مؤسفه .. لكن لا نربط كل كلمة جميلة وشعر مؤثر وقصة تستحق التأمل والتفكر بل وحتى البكاء الى انها اساسها مثل ما جال في خاطرك ..

استقام وادار ظهره واشار بيده مودعا .. تركني في حيرة من امري من منا المصيب والرأي لكم دمتم بخير …

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى