حروف مبعثرة ..!!

 

صاحبي متقلب الافكار والأمزجة زارني بعد أن علم تأثري بوعكة صحية اثر نزلة برد قارس مع فصل شتاء منطقة عسير أسوة بباقي مناطق المملكة التي يطل عليها فصل الشتاء ..

كتب الله اجره .. وأجزل مثوبته ..

لكن قريحته وافكاره ربما كانت مغلقة ..

ثم اراد الله لها التيسير بعد أن جلس امامي حاملا معه بعض جماليات زياراته ( عربون وفائه دائما ) مع الجميع ثم قال ..

يا رجل   !! ـ الناس تعشق الشتاء ..

تخرج في كل صقع وصوب للتنزه والاستمتاع بأجوائه الباردة ..

الم تعلم أنه عندما يأتي الشتاء،

يلفظ الكون أنفاسه المتسربله بأحلام الليالي

وتمسح الشمس بكل لطف على جبين الأرض

تتناثر قطرات المطر بهدوء ورقة

كأنها تهمس في آذاننا بصوت خافت

الشتاء قصة فرح أسطوري

 فصولها انتعاش يرويها البرد

 يترجمها المطر تأنس بها الأرض والبشر .

تفائل يا أخي بحلول فصل الشتاء

 فالحياة مستمرة  لكنها بنسائم باردة هادئة تلامس الأجساد التي تعاني بعض المؤثرات الموجعة فتكون بردا وسلاما عليها ..

ليل الشتاء يا صديقي  شبهه احد الشعار بقوله :-

ليل الشتاء يشبه مواعيد الأحباب

يـــا طول ليله والـــدقايق ثقيله

ثم أضاف وهو لايزال على هيئته القرفصائيه .. محتاطا بمسافة كافية ( بني وبينه ) خشية العدوى

أجمل ما في ليالي الشتاء ذلك السكون التام .. إلا في بعض مناطق التنزه والحدائق المعدة لقضاء لياليه كل وما اراد وتيسر له

أتأمل الشارع من نافذتي في قريتي المحاطة ببعض الجبال فاراه خاليا إلا فيما ندر .. كأن الجميع نيام

ما أجمل هذا السكون .. هذا الهدوء فقريتي يحتضنها رذاذ ( الغمام ) من كل اتجاه …

ليالي الشتاء مختلفة تفاصيلها تستلذ وأنت تسمع في هجعة الليل حبات المطر تسقط على النوافذ مصحوبة ببعض البرد

تعطي النفوس المتعبة بهجة الخيال تتبع في سفرها الخيالي بعض الذكريات الجميلة ..لتترك آثارها على تلك النفوس ..

ويكون الصباح مشعا بأشعة الشمس التي تحمل المطر برسائل مختلفة بين من عاشوا ساعات ليل بارد وذكريات مختلفة ..

اللقاء في فصل الشتاء أغنية عذبة زاخرة بشتى العواطف

بدءًا بأرقّها وانتهاءً بأعنفها المواقف هي من تصنع تلك المشاعر المتضادة

وجميعها لها من اللذّة نصيب .ومن الهواة جمع ليس قليل ..

أجمل لحظات الحبّ التي يمكن أن يعيشها المرء مع من يحب تكون تحت المطر حين تعلو الضحكات في الشوارع الخالية . ويعبث نسيم الليل البارد بكل شيئ  يمر عليه دون استئذان ..

ثم استقام مودعا وقال ..

شافاك الله وعافاك .. فالشتاء لا يعشق امثالك وهم لا يحبونه .. انصحك البقاء متقوقعا على ذاتك مع ادويتك ومراهمك ووصفاتك الشعبية التي ضررها اكثر من نفعها ..

بادلته بضحكة فاترة جراء ما أعانيه وفي الوقت ذاته فرحا له بما سرد على مسامعي بأسباب عشقه أيام وليالي فصل الشتاء الذي اخالفه تماما في الحب والهوى  ..

نسيت كثيرا مما قال واسهب واصفا

رجوته أن يقفل باب غرفتي ورائه .. ولكم انتم حرية الاستمتاع بهذه الحروف المبعثرة من عدمه .. دمتم بخير ..