كتاب الرأي

الألم والسعادة

مقال – بقلم/ ناصر مضحي الحربي

السعادة هي حالة من الرفاهية النفسية والعاطفية التي يشعر بها الفرد، وتعد من الأهداف الأساسية التي يسعى إليها الإنسان ، وتتفاوت تعريفات السعادة حسب الثقافات والمجتمعات، وقد تتنوع بين شعور بالرضا والفرح، أو كونها نتيجة لإنجاز معين – في السياقات المختلفة – يُنظر إلى السعادة كحالة ذهنية مرتبطة بالتجارب الإيجابية، حيث تُعتبر استجابة عاطفية للتفاعل مع البيئة المحيطة . وتؤدي السعادة دورًا محوريًّا في الحياة اليومية، حيث تساهم في تحسين الصحة العقلية والجسدية ، وقد أظهرت دراسات عدة أن الأشخاص السعداء يميلون إلى امتلاك صحة أفضل، والقدرة على التعامل مع الضغوطات بشكل أكثر فعالية ، الرفاهية النفسية لا تؤثر فقط على الأفراد، بل تعكس أيضًا على المجتمعات، حيث تساهم السعادة في تعزيز روح التعاون والمشاركة بين الأفراد .
من هنا – تتمثل فوائد السعادة في تحسين العلاقات الشخصية والمهنية، إذ يسهم الأفراد السعداء في خلق بيئة إيجابية تكفل تعزيز التواصل الفعّال والوصول إلى أهداف مشتركة بشكل أسرع ، كما أن السعادة تعزز من القدرة على الإبداع والابتكار، مما ينعكس إيجابًا على أداء الأفراد في مختلف المجالات – بالتالي – من الضروري فهم مفهوم السعادة وأهميتها، وما يرتبط بها من فوائد تعود على الأفراد والمجتمع ككل .
فالسعادة هي حالة نفسية تتأثر بالعديد من العوامل التي تتراوح بين العلاقات الاجتماعية والبيئة المحيطة ، وتعد العلاقات الاجتماعية أحد أبرز العوامل التي تؤثر على مستوى السعادة، حيث توفر الدعم العاطفي والاجتماعي للأفراد ، والأفراد الذين يتمتعون بروابط قوية مع الأصدقاء والعائلة يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة، وذلك لأن هذه الروابط تعزز الشعور بالانتماء وتساعد في مواجهة التحديات الحياتية ، يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار البيئة المحيطة بنا ، تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في بيئات إيجابية ومشجعة ويدعمون بعضهم البعض يتمتعون عادةً بسعادة أكبر من الذين يعيشون في إعدادات سلبية ، البيئة الطبيعية أيضا تلعب دوراً مهماً، حيث تم ربط وجود المساحات الخضراء والانفتاح في المساحات العامة بمستويات أعلى من السعادة .
وعلى الرغم من أن السعادة هي هدف يسعى إليه العديد من الأفراد، إلا أن هناك تحديات عديدة تعترض طريق تحقيقها ، من بين هذه التحديات، يمكن أن تكون العوائق النفسية والاجتماعية من أبرزها ، الأفراد قد يواجهون مشاعر مثل القلق والاكتئاب، والتي يمكن أن تكون معيقة للشعور بالسعادة ، من الضروري أن يدرك الشخص أن هذه المشاعر ليست دائمة، وأن التفكير الإيجابي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تجاوزها .

باختصار، هناك العديد من التحديات التي قد تؤثر على السعادة ، ومع ذلك، من الممكن التغلب عليها من خلال تبني التفكير الإيجابي وتطوير شبكة داعمة من العلاقات ، من خلال الالتزام بخطوات عملية، يمكن لكل فرد أن يسعى نحو حياة أكثر سعادة وإيجابية .

ـــــــــــــــــــ

ناصرمضحي الحربي
صحيفة وقع الحدث

الأربعاء20 نوفمبر 2024

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى