أفق واسع ؟
الكاتب / لافي هليل الرويلي
تكلمنا أيدينا غداً يوم القيامة ، ويخرس اللسان العليم بأمرٍ إلهي ، و تشهد أرجلنا علينا و يأسف عندها اللسان العليم ، هكذا الوقائع غداً ، مانزينه لأنفسنا أنه من حقِنا و أنه غصب علينا و للناس أعذارهم الشتى ، سينكشف الزيف و الوهم ، إذاً أين الجديد !.
كل ماقيل ينعاد ولكن بقوالب مختلفة ، نسعى لعمار الدار و كنز الأموال ، ويحدث بعد ذلك ميراث لورثة يتنازعون أمرهم بينهم ، و تسكن ديارنا ونغبن في هؤلاء السفهاء الذين خلفناهم على ميراثنا ؟!
نشقى ليعيشوا في بيئة جيدة للحياة و تتلقاهم شياطين التعاسة و الخزي ؟! .
كم من فارس تأسف لحال فرسه بعده ، وما ذاك إلا لأنه شاعر خلد أسفه ، وكثير من الناس على شاكلته ، يقول مالك بن الريب :
وقد كنت عطّافاً إذا الخيل أدبَرتْ
سريعاً لدي الهيجا إلى من دعانيا
وأشقر محبوك يجر لجامه
الى الماء لم يترك له الموت ساقيا
و زد على ذلك من ترك خلفه صبيةً في حياته أروع مايكون المبدعون و لهم في التعليم المراتب العليا و ترث هذا المجد إمرأة تفرط بهم و تزجهم الى الضياع ، وعلى النقيض ، زوجة صالحة نذرت حياتها ليكون لأولادها اليد العليا بالمجتمع و يرث هذا الفخر أب أخرق يضيع مازرعت تلك الزوجة الفقيدة !؟ .
عشنا في دوامة المتناقضات و سنفتل مبهمها و نضعكم في نقضها ، من عاش بلا خطة و قواعد و أسس سيتيه مشروعه فيما بعد ، فالأب يحب و الأم تعشق ولكن الأساليب تختلف فكونوا على خط ينيره هدف النجاح و تعلمون أن سلالم الفخر غالية الثمن .
لا تموتوا بلا رؤية واضحة لما بعد موتكم و أوصوا من يليكم بوصية ترقدوا بعدها بسلام .
فكم من أسرة عظيمة هلكت بأخطاء صغيرة ، وكم من خائن وجد ضالته في ناظر أحمق ، و التاريخ بيننا . وقس على ذلك الناظر الأمين و لاشك أن الذرية التي يوفقها الله كثرة ولله الحمد ، و كم من لابس لتاج الوقار بعد موته وهو لم يحفظ القرآن .