كتاب الرأي

وعود حُبٍّ كاذبة

نزاعٌ، وصراعٌ، وشدٌّ، واجتذاب، وحياةٌ يخيم في أروقتها الضباب. أمٌّ تغالب البكاء في زاوية، مقهورةٌ، مغلوبةٌ، جَوْفاءُ من لذة العيش خاوية. وفي زاويةٍ أخرى بعض أشباح الطفولة، تكومت من الخوف فوق بعضها مذهولة. وهناك، في سُدَّة الباب ظِلٌّ حانِقٌ، وبقايا رجولة.

كان قبْلُ ملاكًا في صورة البشر، واعدًا بحياةٍ لا يعتريها ضجر، كم وكم طرَّزَ المستقبلَ بالآمال، وبنى قصور حُبٍّ من خيال، وما إن غادر بمحبوبته شواطئ الوعود، حتى توالت عواصف الكدر، واستحال أن يعمَّ بعدها الركود. حياةٌ ملؤها الأسف؛ لأن الغوص في أعماقها عن الشواطئ اختلف.
توالت السنين دونما عجل، ودون أن تَلوحَ في السماء بوارقُ الأمل. حتى الحمل والولادة لم تكن يومًا في قواميس السعادة، ولم يغير مقدم الأطفال من سوء ذلك الحال، بل أصبحوا ضحايا تلك المعركة، وعقدةً في قصةِ حبٍّ مفبركة؛ قصةٌ أبطالها ظالمٌ ومظلوم، صيغت لها البداية، لكنها لم تعرف النهاية، وكل الأحداث فيها واقعٌ مشؤوم.
لمْلَمَتِ الأمُّ كل أحلامها وما تبقى من الآمال، وأسكنتها سُرَادِق الخوف مع أولئك الأطفال؛ هكذا قضى القدر، ولا مناص من أن تعيش في كدر. وربَّما دمعها المُراق، وصبرها الجميل، خيرٌ من الطلاق؛ لأنها التي اختارت ووقعت تلك العقود والأوراق.
لن ينهي الكاتب الرواية؛ لأن النهايات تختلف، حتى وإن تكررت نفس البداية، تبقى كما هي الأحداث؛ ظلمٌ، ومشنقةٌ، وأجداث. زوجةٌ، وأطفالٌ، وأمانيُّ مخذولة، في ظلِّ رُفات الرجولة.

 

بقلم/ يوسف الشيخي

حصة بنت عبد العزيز

‏كاتبة مهتمة بالمجال الصحفي، أرى أنه إلزاما علي، أن يكون ماأقدمه للقارئ، ثروة حقيقية يتمتع بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى