الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

حروف مبعثرة … !!

صراخ الليل

 

صديقي المهووس بكل جمال وجميل وأجمل .. هيجت مشاعره كلمات ( قصيدة ثورة الشك ) لشاعرها صاحب السمو الملكي الأمير / عبدالله الفيصل آل سعود رحمه الله .. التي لحنها الموسيقار الكبير – رياض السنباطي شدت بها السيدة كوكب الشرق ( أم كلثوم عام 1962م ) ..

 وتحديدا الجزئية التي قال فيها الشاعر : –

استشف الوجد في صوتك آهات دفينه

يتوارى بين انفاسك كي لا أستبينه

لست أدري أهو الحب الذي خفت شجونه

أم تخوفت من اللوم فآثرت السكينة ..

هنا فز صديقي من مقعده الذي أمامي ثم صرخ في وجهي هل علمت او تعلمت او سمعت أن لليل صراخ .. ؟؟ .

هكذا قذف صديقي المعروف عنه بعض الطلعات التي يفجرها بين حين وحين بسؤاله ( العجل ) هذا .. وهو يعلم يقينا أن معلوماتي في هذا الأمر لا ترقى لإقناعه بالإجابة الشافية ..

   سألته كيف يصرخ الليل .. ؟؟

أجاب بمثل هذه الكلمات العميقة بعدا ورجزا ومعنى يبكي الليل بعد صراخه .. رغم أن البعض يعزون لليل السكون والهدوء .. والنسائم العليلة في عمر ساعاته تحت ضوء القمر وبصيص النجوم .. بل إن اكثرهم يعشقون التوحد والانفراد لقضاء ساعات الليل بين همومهم ولواعجهم والآمهم ..  

       وأسهب قائلا .. رغم تلك المشاعر والأجواء التي قيل عنها ما قيل ..  فالليل هو اكبر وقت للصراخ أيا كانت تعانيه تلك القلوب .. وقد يمتد الصراخ الى البكاء .. لأن ظلامه يستر كل عيب فأين هو السكون والهدوء في هذه الكلمات التي تطوي المسافات طي .. وتهيج العبرات والذكريات وتنكأ بقوة عمقها ودلالة معانيها تلك الجراح التي دملتها ذكريات النسيان ..

       ثم اردف متمما حديثه .. يختبئ تحت لحاف الليل الساتر صرخات وزفرات متعددة الأوجه والمشارب والأثقال .. في الليل يحمل المهمومين همومهم فيصرخون .. وفي الليل تسافر خواطر الذكريات تتجاوز الحدود فيصرخ اصحابها من البعد والسهاد ..

في الليل البهيم يستكين كل من به ( الم ) لذلك تجد اكثر الأجوبة التي تحاول الرد على كثير من الاسئلة التي تموج في مخيلة كل من سكن في الليل والليل سكن فيه .. ولك أن تتخيل عزيزي القارئ شطحات الهوس لنديم حديثنا هنا في هذه الجزئية ( التصوير المعتوه لصاحبي إن جازت تسميته كذلك ) سكان الليل والليل ساكنهم .. والكلام هنا لايزال على لسانه ذلك هو ضرب من الجنون والعشق المرتبط بهذا الليل الذي حير الكثير من الكتاب والفلاسفة ( وصفا وتعبيرا ) ثم قل ما شئت عن هذا السكون المرتبط بين الليل وسكانه وبين السكان وليلهم ..

       لا اخفيكم اجاد صاحبي في ان يأخذني بكلامة المتناثر هذا الى عالم يموج بكثير من الخطوب اعجز عن وصفها .. وقد خشيت ساعتها على نفسي ان يسكنني الليل أو اسكنه ( أنا ) فلا اعلم متى يأتي الفجر وينبلق نوره لأ فيق من غفوتي مثلما كانت سكرت صاحبي التائه في ظلام الليل لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ..

       ودعته ناسيا ما قال لآني لا زلت في حيرة ربط المعاني المتناثرة كحروفي المبعثرة هذه وعليكم أن تقبلوا ما تقرأون او تنسوه مثلما نسيت ما قال هذا الشاطح بفكره تجاوزا وتخيلا وتصويرا  .. والى لقاء بكم قريب …

        

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى