حروف مبعثرة …
روائح الفول والتميس و ( المقلقل ) في ردهات المرافق الحكومية …
ورغم البصمة التي لم تحقق حضورا صادقا اكيدا في بعض الإدارات الحكومية التي نتردد عليها بين وقت وآخر لا زال الزوغان في بعض المناطق والقرى يخيم على بعض الإدارات التي اعتاد موظفوها على ذلك حتى وإن سلسلوا بالحديد … وتبقى الأمانة مع الله ومصدر الرزق هي الفيصل في هذا الأمر ..
أما تراخي المسئول المباشر عن تلك الفئة من الموظفين الذين يتناوبون الغياب تحت غطاء المهمات الخارجية والمستشفى والابناء في المدارس واللجان وما الى ذلك من الأعذار الواهية فهي تبقى معلقة في عنقه ، إذا ليس ببعيد ان ينال حظه من ايام الأسبوع هنا وهناك وأمرهم الى الله سبحانه ..
المؤسف المخحل المبكي ان بعض الإدارات دون استنثاء وهي ادارات حكومية مهامها انجاز أمور العباد تدخل بعضها لتشم رائحة الفول الشهي بالسمن البلدي او روائح المقلقل مالذ وطاب .. حتى العمالة الهندية والبنقالية ترى عليه الوسامة والبدانة ونظارة الوجه من كثرة ماهو مهتم بتقديم الوجبات الشهية بين الساعة الثامنة والنصف الى التاسعة والنصف على ابعد تحديد .
أما سبب التأخر يعود الى أن المُكّلف بإحضار وجبة الإفطار من الموظفين المسموح له بالتأخر والنوم الى الثامنة والنصف او التاسعة ومن ثم في طريقة لابد ان يحمل معه ( قربان ) ذلك التأخير وجبة الإفطار التي طبعا تكون بالباي ولكن من يتأخر ذلك اليوم فعلية تلك المهمة وفق جدول مبرمج يعيه الكثير من الموظفين أكثر من ما يعون الإجراء الإداري للمعاملات التي تحت ايديهم .. وأمرهم الى الله …
بل وصل الأمر ان بعض الإدارات خصصت جناحا معينا قريب من المطبخ ليسهل على العامل توصيل الشاي بالنعناع بصنفيه المحلا والمر او غير ذلك من المشروبات التي لا تنبلع اللقم الا بها ولا تستاغ لذة الطعام الا بحضورها على سفرة المائدة ..
وإياك إياك ان تحاول الدخول او التجول في الآقسام او تصوير الغرف الممتلئة بالكراسي التي لا أحد عليها حتى لا تدخل في جرائم المعلومات وهتك ستر تلك الإدارة والتلصص على موظفيها ومن تكون أنت حتى تحاسبهم .. بل عليك أن تبقى في صالة الإنتظار حتى ينتهي الجميع من وجبة الإفطار التي تعينهم على تقضية بقية اليوم عملا متصلا ومطالعة حثيثة لبرامج التكتك ( الملعون ) الذي كان وجوده لعنة على القيم والاخلاق والمبادي وكرامات الناس التي توارت ازمنة من الدهر ثم عراها التكتك على الكبير والصغير والله المستعان ..
بعد ذلك عليك أن تمشي على استحياء بخطى مؤدبة تقف منتصبا أمام من يسعفه الحظ أن يكون اول موظف تذلف عليه وقد اقتحمت خصوصيته تسأل عن معاملتك ولم تسعفك فطنتك أن تبقى حتى يقذف قدس الله سره بخلال الإسنان ( اكرمكم الله ) من فمه في سلة القمامه التي بين ارجله تحت مكتبه …
لا تستغرب وقد رمقك بنظرة حادة ثاقبه ولم يأخذ الورقة وأنت تقدمها وكأنك تستجدي صرف اكرامية مالية تقتات من ورائها أنت ومن تعول .. لا تستغرب وهو ينظر اليك شزرا وقد تجاوزت حدود ومسئوليات وظيفته واقتحمت سلطان الخصوصية بسؤالك الفج ولم تنتظر حتى يكتمل العدد من بقية الزملاء وكل يتوسط مكتبة ويمسح على معدته ويرفع جواله ليتابع اخر ( كبسوا وشيروا ياشباب ) وماهو الجديد .. او يقلب في بعض الرسايل التي تحدد طلعت هذا المساء ..
فعلا أنت مراجع تحتاج الى دورة في التعامل السلوكي مع تلك الفئة من الموظفين الذين تجاوزا بند الأجور للمرتبة الثالثه والرابعة في السلم الوظيفي وأنت في قرارة نفسك تعلم يقينا أنهم لم يصلوا لتلك المراتب العلا إلا بعد جهد جهيد من الكد والكفاح ومزاحمة المناكب على الصحون في ردهات تلك الإدارات التي تفوح فيها تلك الروائح الصباحية للزاد الشهي …
نعم أنت تستحق ذلك الجواب الذي لم يرضيك عندما قال لك ( فلان اليوم ) مرخوص .. ما هو موجود .. أما الحقيقة فذلك الموظف موجود داخل جناح الطعام لكنه لازال يقهقه في صالة المختصر الخصوصية مع احد الرفاق ليسمع اخر النكت عن تحويل زيت الفرامل الى عسل مصفى .. يجب عليك ان تتقبل كلمة مرخوص يعني مستأذن ولا دخل لك في ذلك وليس من حقك متى يعود .. ومعاملتك اما محفوظه في النظام او في احد الأدراج لا تأكل ولا تشرب بل انك انت ومعاملتك عبء ثقيل على سيرفر تلك الإدارة وعلى ذلك الموظف المرخوص ..
لذلك تستحق ان تراجع اليوم الثاني لتجده في مهمة عمل
واليوم الثالث في لجنة ..
أما الرابع فعنده مريض في المستشفى .. وياليت وأنت خارج لا تنسى ان تدعوا لمريضة بالشفاء العاجل .. وإن تذكرت تأخذ لك حبوب الحموضه فقد تكون اسديت لنفسك خيرا .. أو تبلع كبسولة السكر او الضغط شافاك الله ونحن وعامة المسلمين معك ..
بكل اسف بكل اسف بكل اسف .. هذا هو الحال في كثير من الإدارات التي نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعين الأجهزة المعنية على زلزلة ذلك الطبع المخجل المؤسف الذي رغم جهود الجهات المعنية لا تزال هناك بؤر للتوهان والزوغان والكذب والتحايل وتعطيل مصالح العباد .. وإن غضب مسئوليها فمعي الف شاهد وشاهد … والله فوق الجميع …وحسبنا الله …