كتاب الرأي

القلوب الطيّبة

القلب الطيب مُحبّ للخير لمن هم حوله. يبحث عن الصداقة الطاهرة في مجتمع المصالح، مجتمع تلوُّث بملوّثات الدنيا، ولكن بعض مِمَّن حوله يستغلّ هذا القلب الطيّب وينظر له كساذج غبي، صافي القلب يبحث يتخبّط عن الصديق الصدوق الطاهر، وأحياناً للأسف يكون في مجتمع مُستغِّل، فمتى ما انتهت هذه المصلحة انتهت العلاقة به، ويصبح وحيداً بين أناس ينظرون إليه كساذج! والخوف على هذا القلب الطيب مِن التعب والانهيار من التعاملات الكاذبة، أن يصبح قاسيًا وضعيف الأمل في القلوب المُحبّة لقلبه، فصاحبه غالبًا يعيش في تعاسة دائمة بسبب صدماته المتتالية من ردود أفعال من حوله، والله خلق بعض الناس ليكونوا سببًا في سعادة الآخرين من حولهم، بينما يُقدّم من حولهم التعاسة لهم.
بعد موجة الجفا وتخلّي الصديق القريب عنه أو الأهل، كيف يكون هذا القلب الطاهر النظيف بين القلوب السوداء؟ عندما يشعر الإنسان – ذلك الكائن الضعيف – بغياب أحبابه وأصحابه وأهله وأقربائه، في الوقت هو في أشدّ الحاجة إليهم، فلا يجد بُدًّا ولا مناصًا من الألم المعتصر لقلبِه والمُختلج جوانحه، فيتلاشى ذلك الأمل وربّما يفقده، ويعيش وحيدًا رغم كثرة الموجودين حوله، ولكنهم ليسوا موجودين بإحساسهم وإنسانيتهم وحبّهم، بل موجودين بمصالحهم الخاصة فقط، فعندما يتذكّر قوله سبحانه وتعالى (إنّ مع العسر يسرا) وفي الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم : ” يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان: الحرص على المال والحرص على العمر “متفق عليه.

خلاصة القول:

حينما يجد وميض الأمل ويستمر عطاءه، لإحساسه بأنّ ما يفعله خالصًا لوجه الله، لا ينتظر جزاءً ولا شكورا، ويكون راضيًا بذاته، وترتسم البسمة على محياه، فما أجمل ذلك الشعور والإحساس.

وقاني الله وإياكم من شرّ القلوب السوداء، ووفقني وإياكم بقلوبٍ بيضاء طيّبة طاهرة.

حصة بنت عبد العزيز
كاتبة و أديبة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى