الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

مركز المشيقح للبحث العلمي والابتكار… صرح يصنع المستقبل

في قلب مدينة بريدة، وفي أحضان المعرفة، يقف مركز الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله المشيقح للبحث العلمي والابتكار شاهدًا حيًا على ما يمكن أن يصنعه الإيمان بالعلم والعطاء للوطن. وكان سمو أمير منطقة القصيم قد افتتح هذا المركز في وقت سابق من العام الماضي، منوّهًا بدوره في تمكين النشء، واكتشاف الطاقات، وتأهيل العقول بما يواكب متطلبات المستقبل. لقد أصبح هذا المركز أحد الأوقاف التعليمية النموذجية التابعة لإدارة التعليم بمنطقة القصيم، والهادفة إلى صناعة جيل يمتلك أدوات العصر وروح الابتكار.

يضم المركز قاعات متعددة تجمع بين الحداثة والتخصص، منها معامل الفيزياء التطبيقية، والكيمياء الحيوية، وهندسة الحاسب الآلي، والروبوت، والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى قاعات الطاقة الشمسية والبديلة، والطيران وعلوم الفضاء، وعرض المشاريع، وورشة التصنيع الرقمي. وتبلغ طاقته الاستيعابية نحو 380 طالبًا وطالبة، مما يجعله بيئة علمية متكاملة، ترفد المجتمع بعقول واعية ومهارات نوعية تسهم في بناء وطن يستشرف المستقبل.

وقد احتضن المركز خلال صيف هذا العام 2025 برنامج موهبة الإثرائي الأكاديمي، حيث قدّم فضاءً رحبًا للإبداع والتجريب وصقل المواهب. ولم يكن هذا النجاح إلا ثمرة رؤية ثاقبة من رجل أدرك أن الاستثمار الحقيقي إنما يكون في الإنسان. الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله المشيقح لم يكتفِ بفكرة العطاء، بل ترجمها إلى واقع ملموس، مركزًا علميًا يقف شامخًا يشهد له الجميع بما قدّمه وما سيقدّمه من دعم حقيقي لطلاب وطالبات المنطقة.

إنّ ما يميز هذا المركز ليس تجهيزاته المتقدمة فحسب، بل الروح التي أنشئ بها، والرسالة التي يحملها. إنه تجسيد حي لما يمكن أن يحققه الشراكة بين الفكر والعمل، بين الرؤية الوطنية والتطبيق المجتمعي. فكل طالب يخرج من هذا المركز بفكرة ناضجة أو مشروع واعد هو امتداد لعطاءٍ بدأه رجل أدرك أن منارات الوطن لا تُبنى إلا بالعقول النيرة.

ولأن الأثر يدل على المؤثر، فإن ما نشهده اليوم من إشادة سمو أمير المنطقة، ومن تفاعل طلاب وطالبات المنطقة مع هذا الصرح، هو خير شاهد على عظمة العمل وبصيرة صاحبه. وكم هو جميل أن نرى أبناء الوطن يحتضنون أبناءهم بأعمالٍ كهذه، تسير بخطى واثقة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، في صناعة أجيال واعية، مبتكرة، وواثقة من ذاتها.

إلى الدكتور عبدالرحمن المشيقح، المثقف الوطني، وصاحب الحس التربوي الراقي، كلمات الشكر لا تفيكم، فأنتم لم تبنوا مركزًا فحسب، بل أسستم نهجًا، وفتحتم أفقًا، وأيقظتم طاقات ستظل ممتنة لكم ما بقي أثرها في المجتمع. حفظكم الله، وبارك في جهودكم، وجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، ووقفًا دائمًا يعود نفعه للوطن والإنسان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى