الإمارات في عيدها الرابع والخمسين وطنٌ يزهو باتحاده ويصنع المستقبل

بقلم شيرين يحيى رمضان
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من كل عام بذكرى وطنية خالدة تُجسّد لحظة فارقة في تاريخها ومسيرتها الوحدوية، ففي هذا اليوم المجيد الذي مرّ عليه أربعة وخمسون عاماً توحدت الإمارات السبع تحت راية واحدة بقيادة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيّب الله ثراه – الذي آمن بأن الاتحاد هو القوة الحقيقية للنهضة، وبأن تكاتف أبناء الوطن هو الطريق نحو المستقبل.
يمثل اليوم الوطني مناسبة يحتفي فيها المواطنون والمقيمون بروح الوحدة والانتماء، وبالإنجازات التي نقشت اسم الإمارات في سجل التميز العالمي.
فقصة الاتحاد التي تروي لحظة ميلاد الإمارات ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي مسارٌ ملهم صنعته رؤية حكيمة وإرادة صلبة. حيث بدأت الفكرة في أروقة لقاءات الشيخ زايد والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمهما الله حين اجتمعت إرادتهما الصادقة لتأسيس قوة عربية موحّدة، فكان إعلان اتحاد إمارات أبوظبي ودبي عام 1968 بداية مسيرة لا تُنسى ، و توالت بعدها الاجتماعات والمشاورات بمشاركة حكام الإمارات الأخرى إلى أن جاء الثاني من ديسمبر 1971 ليشهد بزوغ دولة مستقلة ذات سيادة قبل أن تكتمل حكاية الاتحاد بانضمام رأس الخيمة في فبراير 1972، فتتشكّل الإمارات السبع التي نعرفها اليوم.
وفي عيد الاتحاد الرابع والخمسين، تستعيد الإمارات مسيرة الإنجازات التي تحققت منذ قيام الدولة في مختلف المجالات، ويقف الجميع بإجلال أمام النهضة الشاملة التي انطلقت من رؤية المؤسسين وتواصلت بدعم القيادة الرشيدة ، فمنذ اللحظة الأولى أولت الدولة التعليم أهمية قصوى باعتباره حجر الأساس للتقدم، فأنشأت المدارس والجامعات الحديثة، واستقطبت أفضل الخبرات العالمية ؛ لتصبح الإمارات اليوم بيئة تعليمية جاذبة لأبناء الوطن والمقيمين على حد سواء.
أما في القطاع الصحي، فقد شهدت الإمارات قفزة نوعية جعلتها من الدول الرائدة في المنطقة والعالم ،فقد حرصت القيادة على توفير خدمات صحية متقدمة تصل إلى كل فرد على أرض الدولة، واستقطبت أمهر الأطباء، ووفرت أحدث الأجهزة الطبية في المستشفيات ؛ لتصبح مؤسساتها الصحية نموذجاً يحتذى في التميز والجودة.
وفي الجانب الاقتصادي استطاعت الإمارات بفضل رؤيتها الطموحة تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط ؛ لترسخ مكانتها كأحد أبرز المراكز التجارية والاقتصادية في العالم، فأصبحت الدولة وجهةً عالمية للاستثمار، ومحط أنظار الشباب الباحثين عن مستقبل مزدهر، كما تستضيف سنوياً مؤتمرات اقتصادية عالمية كبرى تعكس ثقلها ومكانتها الدولية.
وإلى جانب هذه الإنجازات لا يمكن الحديث عن مسيرة الإمارات دون التوقف عند الأمن والأمان الذي تنعم به الدولة، فقد شكلت قيم التسامح والتعايش جزءاً أصيلاً من هويتها؛ لتصبح الإمارات من الدول الأولى عالمياً في التعايش السلمي بين الجنسيات حيث يعيش الجميع بتناغم وانسجام يعكسان روح الاتحاد.
ومع اقتراب موعد الاحتفال باليوم الوطني الرابع والخمسين تتزين الشوارع والمعالم بألوان العلم الإماراتي، وتُضاء الأبراج، وتُقام فعاليات متنوعة في مختلف إمارات الدولة ،و يشارك الصغار والكبار في أجواء الفرح والفخر، وتتعالى الأهازيج الوطنية، وتزين الألعاب النارية سماء المدن، فيما تفتح المراكز التجارية أبوابها لبرامج خاصة تستمر لعدة أيام. وفي المنازل تجتمع العائلات حول موائد عامرة بالأطباق الإماراتية التي تضيف طابعاً تراثياً دافئاً لهذه المناسبة العزيزة.
وفي الختام، يبقى اليوم الوطني الرابع والخمسون أكثر من مجرد ذكرى ،بل إنه تجديد لعهدٍ وطنيٍّ خالد نُجدّد فيه الحب والولاء لوطنٍ صنع المعجزات، ووضع بصمته المضيئة على خريطة العالم.
إنه يوم نحتفي فيه بقادة صنعوا الاتحاد، وبشعب آمن بأن المستحيل مجرد بداية لطموح جديد. وفي كل عام، تؤكد الإمارات أن الاتحاد ليس حدثاً مضى، بل روحٌ حيّة تنبض في كل إنجاز، وتكبر مع أحلام أبنائها.
فهنيئاً للإمارات عيدها، وهنيئاً لنا بهذا الوطن الذي يمضي نحو المستقبل بثقة، ويمد للعالم رسالة سلام وازدهار لا تعرف الحدود.

