على مدى 3 أيام.. 20 ألف زائر في اختتام فعاليات اليوم الوطني بالرامس
العوامية – حلا الخالدي
اختتمت مساء امس الخميس، فعاليات الاحتفال باليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين التي أقيمت في مشروع الرامس بوسط العوامية بتنظيم من إدارة المشروع وبالتعاون مع الجهات الرسمية والأهلية وبإشراف من بلدية محافظة القطيف، مسجلةً نجاحاً كبيراً بحضور جماهيري قدر بأكثر من عشرين ألف زائر على مدار ثلاثة أيام متتالية.
وجسدت الفعاليات، التي صُممت بعناية فائقة، تجربة وطنية غنية عكست قيم الولاء والانتماء، وقدمت الثقافة السعودية الأصيلة في أجواء غمرها الفخر والاعتزاز.
وشكلت الأنشطة المتنوعة لوحة بانورامية حية للثقافة المحلية، حيث توزعت بين العرضة السعودية وعروض الخيالة التي أسرت أنظار الحضور، مروراً بأركان الضيافة السعودية الأصيلة، والرماية، والفنون الجميلة التي عرضت إبداعات فنانين محليين.
وبرزت منطقة الحرف اليدوية التي أعادت إحياء التراث العريق، إلى جانب مساحات الاكلات التراثية واللوز القطيفي بالاضافة إلى المسرح الذي قدم مسابقات وعروضا ترفيهية التي شهدت إقبالاً واسعاً من الزوار.
ولم تقتصر الفعاليات على الجانب الترفيهي والثقافي، بل امتدت لتشمل بعداً صحياً ومجتمعياً هاماً تمثل في مبادرة ”الكشف المبكر عن الأمراض، بالإضافة إلى توفير تطعيم الإنفلونزا الموسمية، مما أضفى على الاحتفالات قيمة إنسانية ومجتمعية ملموسة.
وتحولت أركان الفن المباشر إلى منصة إبداعية تعبر عن الحب للوطن. فقد أوضحت الفنانة التشكيلية فاطمة سلام أن لوحتها الزيتية التي عملت عليها أمام الجمهور مباشرة تتحدث عن مجد المملكة، معتبرةً أن مشاركتها في هذا المحفل الوطني شرف كبير ومساهمة بسيطة تعبر من خلالها عن انتمائها لهذا الوطن.
من جهته، قدم الفنان التشكيلي علي الفرج عملين فنيين بارزين؛ الأول كان بورتريه لولي العهد لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، سعى من خلاله إلى تجسيد النظرة الحالمة والمستقبلية لسموه، ودمج في خلفيته رموزاً لمشاريع وطنية كبرى مثل ”نيوم“ و”مترو الرياض“. أما العمل الثاني، فكان تكريماً للأمير الراحل بدر بن عبد المحسن، الذي وصفه بشاعر الوطن الذي لا يتكرر، مشيراً إلى أنه اختاره لما تمثله أشعاره الوطنية من قيمة مؤثرة في الوجدان السعودي.
وعلى صعيد العمل التطوعي، شارك أكثر من خمسين متطوعاً ومتطوعة من فريق ”أثر التطوعي“ التابع لبلدية القطيف في تنظيم وإنجاح الفعاليات.
وأكد المتطوع محمد ابو شومي أن الفريق يستقطب المزيد من المتطوعين عبر أكواد تسجيل متاحة للجمهور، معرباً عن سعادته بالإقبال الكبير من الشباب للانضمام.
ودعا جميع فئات المجتمع، بمن فيهم كبار السن والأطفال، إلى الانخراط في الأعمال التطوعية، ضارباً المثل بالمتطوع الصغير أمير القطان، البالغ من العمر خمس سنوات، الذي كان له دور فعال في جذب الأطفال في أركان التلوين وتوزيع الورود.
وفي ركن الحرفيين الذي شاركت فيه 4 سيدات بالتنسيق مع ”معهد حرفة“، أعادت الحرفية فتحية آل صلاح إحياء تراث صناعة السعف الذي كاد يندثر، حيث عرضت منتجات متنوعة تعلمتها خلال دورة تدريبية مكثفة.
وأوضحت أن شغفها بهذه الحرفة، التي كانت جزءاً من حياة أجدادها، دفعها للانضمام إلى هذه الحرفة، مؤكدةً أن هذه المشاركة لا تهدف للبيع بقدر ما تهدف إلى حماية هذا الموروث الشعبي الغالي وتعريفه للأجيال الجديدة.
وفي لفتة إنسانية بارزة، وتحت شعار ”اقتداء وعطاء“، نظمت شبكة القطيف الصحية، ممثلة في المختبر وبنك الدم، حملة للتبرع بالدم مساء الخميس بالتزامن مع الاحتفالات.
وجاءت هذه المبادرة بالتعاون مع إدارة مشروع الرامس، بهدف تعزيز المخزون الاستراتيجي لبنوك الدم، وترسيخ قيم البذل والعطاء كجزء أصيل من الاحتفاء بالوطن، حيث شارك عدد من المواطنين والمقيمين في هذا العمل النبيل الذي يسهم في إنقاذ الأرواح.
وشهدت الفعاليات مشاركة فاعلة لجمعية الصم وضعاف السمع وذويهم، التي تأسست حديثاً في القطيف. وأوضح حسين آل ربح، عضو الجمعية، أن هذه المشاركة تأتي تحت شعار ”عزنا بطبعنا“، وتعد فرصة لتعريف المجتمع بخدمات الجمعية الرسمية التي تقدم الدعم لهذه الفئة في مختلف الجهات.
واعتبر أن اختيارهم للمشاركة في هذا الحدث الوطني الكبير هو تقدير يفتخرون به، وفرصة لرد الجميل للوطن الذي يدعم جميع أبنائه.
من جانبه، أعرب مدير مشروع الرامس، محمد التركي، عن سعادته الغامرة بالنجاح الكبير الذي حققته الفعاليات، مشيداً بالتعاون المثمر الذي كان حجر الزاوية في هذا الإنجاز.
ووجه التركي شكره وتقديره لكافة الجهات الحكومية والأمنية والإعلامية، من محافظة وشرطة ومرور ودفاع مدني وبلدية وصحف واعلاميين، على دعمهم اللامحدود ومساهمتهم الفاعلة.
وأكد أن تضافر الجهود هو الضمان لتقديم احتفالات تليق بمكانة اليوم الوطني وتوفر تجربة آمنة وممتعة لجميع الزوار.