الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

شراكة القوة وأفق الأستقرار .

 

بقلم : الدكتور إبراهيم بن عبدالمجيد البركاتي

في عالمٍ تتكاثف فيه التحديات، وتشتدّ فيه رياح الاضطراب، لا يثبت على وجه البقاء إلا من أحسن الإعداد، وأتقن صناعة التحالف، وجعل من قوته درعاً واقياً وسيفاً مصلتاً. ومن هنا تبرز الاتفاقية الاستراتيجية التي وُقّعت بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية، لتعلن عن صفحة جديدة في سجل التعاون العسكري والدفاعي، قوامها الثقة المتبادلة، وروح الأخوّة، ووضوح الرؤية المشتركة.

إنّ المملكة العربية السعودية، بما تمتلكه من ثقل سياسي واقتصادي وروحي، تمثل ركناً راسخاً في معادلة الأمن الإقليمي والعالمي. أمّا باكستان، الدولة النووية ذات التجربة العسكرية العميقة، فإنها ترفد هذه الشراكة بقدراتها المتقدمة وإمكاناتها البشرية المدربة. وعندما تتلاقى الخبرة بالقوة، والإرادة بالثبات، فإن النتيجة تحالفٌ يُحسب له ألف حساب.

وما الاتفاقية الدفاعية المشتركة إلا ترجمة صادقة لقوله تعالى:
﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الأنفال: 60]، إذ هي إعدادٌ مشروع، وردعٌ حكيم، ومظلةُ أمان تردّ كيد المعتدين وتبسط الطمأنينة في أرجاء المنطقة.

لقد أثبتت التجارب أنّ الدول التي تنجح في بناء تحالفاتها الذكية هي الأقدر على حفظ سيادتها، وصون مصالحها، ومواجهة التحديات العابرة للحدود. ومن هذا المنطلق، فإن الاتفاق السعودي الباكستاني لا يقتصر أثره على المجال العسكري فحسب، بل يتعداه إلى تعزيز التوازن الإقليمي، وتحصين الأمن الجماعي، وفتح آفاقٍ أوسع للتعاون الاقتصادي والتنموي.

إنها شراكة تحمل بصمات المستقبل، وترسم ملامح مرحلة جديدة يكون فيها الإعداد بالقوة قرين الحكمة، والتحالف المبني على الأخوّة سنداً للأمة، واليقظة المستمرة عنوان البقاء والريادة.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى