ميدان الحدث
استطلاع: استعدادات مبكرة… وبيئة تعليمية محفزة .
استطلاع / ناصرمضحي الحربي – القصيم
لم تكن عودة الطلاب حدثًا طارئًا، بل ثمرة لجهود استباقية بدأت قبل أسابيع. فقد شرعت الإدارة العامة للتعليم بالقصيم في تنفيذ خطة عمل شاملة، تضمنت أعمال الصيانة والتجهيز وتوفير المستلزمات التعليمية، بما يضمن بيئة مدرسية مهيأة للتميز والإبداع.
وأكد أحد المسؤولين أن التركيز ينصب هذا العام على الانضباط منذ اليوم الأول، مع الحرص على تعزيز البرامج الإثرائية التي تسهم في رفع جودة التعليم، بما يتسق مع توجهات وزارة التعليم ويواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء جيل معرفي مبتكر.
رسالة تحفيزية من القيادة التعليمية
وفي أجواء هذه الانطلاقة، وجه مدير عام التعليم بالقصيم الأستاذ محمد بن سليمان الفريح رسالة ترحيبية للطلاب والطالبات، شدد فيها على أن البداية الجادة هي مفتاح التميز، وأن المعلمين والمعلمات يمثلون الركيزة الأساسية في صياغة مستقبل الوطن من خلال غرس القيم والمعارف والمهارات.
كما دعا الفريح إلى تعزيز الشراكة مع الأسرة، مؤكداً أن العلاقة التكاملية بين البيت والمدرسة تشكل أساس النجاح التعليمي، وتسهم في تحقيق الانضباط والمواظبة، وهما ركيزتان لا غنى عنهما لضمان عام دراسي ناجح.
نبض الطلاب: شغف وتطلعات
في جولة استطلاعية، عبّر عدد من الطلاب عن مشاعرهم قبيل العودة.
•قال الطالب عبدالله الحربي (ثالث متوسط): “اشتقت لزملائي وللأنشطة المدرسية، وأتمنى أن يكون هذا العام أكثر تنوعًا وتميزًا.”
•فيما عبّرت الطالبة نورة السويلم (ثاني ثانوي) عن حماسها الكبير مع اقتراب اختبارات القدرات والتحصيلي: “أريد أن أستثمر كل يوم دراسي لتحقيق حلمي في دراسة الطب.”
هذه الشهادات تكشف عن وعي متزايد لدى الجيل الجديد بأهمية التخطيط المبكر للمستقبل، ورغبتهم في الاستفادة القصوى من التجربة المدرسية.
أولياء الأمور: بين التفاؤل والحرص التربوي
لم يغب صوت أولياء الأمور عن المشهد، حيث أبدوا ارتياحهم حيال الاستعدادات المبكرة.
•أشار الأستاذ فهد المطيري إلى أن الانضباط منذ اليوم الأول ضرورة لا غنى عنها، لكنه شدد على أهمية مراعاة الجانب النفسي للطلاب بعد فترة الإجازة.
•أما السيدة أم ريم، ولية أمر طالبة في الصف الرابع، فلفتت إلى قيمة الأنشطة غير الصفية، مؤكدة أن “المعرفة لا تقتصر على الكتب، فالأنشطة تسهم في بناء شخصية الطالب وتعزيز مهاراته الاجتماعية والإبداعية.”
تحديات العام الجديد: التقنية والابتكار في الواجهة
يرى التربوي سعود الغنام أن أبرز تحديات هذا العام تكمن في تعزيز المهارات التقنية والابتكارية لدى الطلاب، بما يواكب التحولات السريعة التي تشهدها المملكة. ويؤكد أن الاستثمار في بناء العقول هو الطريق الأمثل نحو تحقيق مخرجات تعليمية عالية الجودة، داعياً إلى تكثيف البرامج التي تنمي التفكير النقدي والإبداعي وتفتح آفاقًا أوسع أمام الطلاب.
وقع الحدث : عام دراسي على أعتاب التميز
بين حماس الطلاب، وتفاؤل أولياء الأمور، ورسائل المعلمين النبيلة، يقف العام الدراسي الجديد في القصيم على أعتاب مرحلة نوعية جديدة، يُرتقب أن تكون زاخرة بالإنجازات والتحولات، في ظل رؤية وطن طموحة تستثمر في الإنسان أولاً، لتصنع جيلاً معرفياً قادراً على المنافسة، ومساهماً فاعلاً في بناء مستقبل المملكة