مشاريع رائدة وجهود تكاملية للهيئة الملكية بمكة

مكة المكرمة/ ناصرمضحي الحربي

قدّمت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة نموذجًا تنمويًا متكاملًا في خدمة ضيوف بيت الله الحرام، عبر تنفيذ حزمة من المشاريع الحيوية التي أسهمت في تحسين جودة البنية التحتية وتعزيز كفاءة الخدمات المقدمة خلال موسم الحج لعام 1446هـ، بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة ويجسد رؤية المملكة 2030 في تطوير قطاع الحج والعمرة.

ففي مجال الطاقة، حققت الهيئة نقلة نوعية من خلال رفع السعة الكهربائية في المشاعر المقدسة بنسبة تجاوزت 95%، بتكلفة إجمالية تخطت 3 مليارات ريال، ما ساهم في تأمين استقرار الإمدادات الكهربائية في أوقات الذروة. كما جرى توزيع أكثر من 7 ملايين متر مكعب من المياه، بما يضمن استمرارية توفر المياه في مختلف المشاعر طيلة فترة الحج.

وفي الجانب اللوجستي، أدارت الهيئة منظومة نقل عامة متكاملة عبر تشغيل أكثر من 23 ألف حافلة، مما ساهم في تسهيل حركة الحجاج وتقليل الازدحام. كما أطلقت “المركز العام للنقل” كمركز موحد لإدارة وتنظيم عمليات النقل على مدار الساعة، وقادت الهيئة خطة النقل العام بمراحله المختلفة بدءًا من التروية، ومرورًا بمرحلة التصعيد، وانتهاءً بالنفرة، بالتعاون مع الجهات الأمنية والتنفيذية. وتم تخصيص مسارات ترددية للحافلات، مما أدى إلى تقليص زمن الرحلات إلى نحو 20 دقيقة فقط، في تحسين ملموس لكفاءة التنقل.

وفي المجال الصحي والخدمي، تم بالتعاون مع وزارة الصحة وشركة كِدانة للتنمية والتطوير رفع الطاقة السريرية بالمشاعر بنسبة تجاوزت 60%، إضافة إلى افتتاح مستشفى طوارئ حديث، وتجهيز 71 نقطة تدخل سريع للهلال الأحمر السعودي لتعزيز سرعة الاستجابة للحالات الطارئة. كما جرى تحسين بيئة المشاة عبر تظليل أكثر من 170 ألف متر مربع من المسارات بأرضيات مطاطية لتقليل درجات الحرارة، وزُرعت 23 ألف شجرة في مشعر منى لتعزيز الجوانب البيئية والصحية.

وقد ثمّن المهندس صالح الرشيد، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية، الدعم الكبير واللامحدود من القيادة الرشيدة، مؤكدًا أن النجاحات المتحققة جاءت نتيجة لتكامل جهود مختلف الجهات الحكومية والخدمية، والعمل بروح الفريق الواحد، ما أسهم في تهيئة بيئة آمنة وميسرة لحجاج بيت الله الحرام.