مداد/خاص مقالات مضاوي

البدعة بين العرف والعادة والعبادة

عن المؤمنين أم عبدالله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))؛ رواه البخاري ومسلمٌ، وفي روايةٍ لمسلمٍ: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو ردٌّ)). المقصود هنا كما بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :أمرنا هذا ديننا الإسلامي الحنيف فمعلوم لدى الجميع أن استحداث عبادة ليست من أصول الدين ولا فروعه من زيادة في صفة الصلاة والصوم أو نصاب الزكاة المفروضة والحج وأحكامه أو مخالفة العقيدة السمحة كالتوسل عند قبور الأولياء والصالحين ونحوه فهذه بدعة صريحة ولاخلاف في ذلك عند أهل الفتوى أما ماكان من قبيل الأعراف والعادات فهذا محل النظر فالعرف الاجتماعي أو العادة إن كانت مخالفة للدين صراحة وبعيدة عن مصادر التشريع الأربعة :
1. القرآن الكريم
2. السنة النبوية المطهرة
3. القياس
4. الإجماع

فهذه هي البدعة المحرمة المردودة في الدين
مثل حرمان المرأة من الميراث
أو تزويجها لابن عمها أوقريب لها بغير رضاها ونحو ذلك..
أما الخلاف في أقوال العامة وأفعالهم التي لم يحرمها الدين فالأصل فيها الإباحة فمثلا قولنا:(جمعة مباركة) أرى أن لاضير فيها ولا ضرر ولا ضرار إذ ليست دعاء وإنما أسلوب إنشائي غيره فهو من قبيل التمني ومعلوم أن( يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس) وختاما :علينا التحاكم إلى الله وسوله وقياس المجتهد وإجماع الأمة ثم تحكيم العقل فيما لم يرد في نص شرعي ولا نقل

﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: ٦٥]

…………… 

مضاوي دهام القويضي

كاتبة صحفية ومستشارة

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى