الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

حروف مبعثرة ..!!

أكتب لمن ..

فمن يقرأ ..

وإن قرأ ماذا فهم ..

وإن فهم كم هي نسبة فائدته ؟؟

أسئلة عدة تزاحمت في صدري وأنا أقرأ لبعض الكتبه أمثالك .. لماذا يرهقون انفسهم في زمن اصبحت المعلومة بين اصبعين من اصابع محترفي الجهاز اللوحي يقلبونها كيف يشائون يأخذون ما يوافق هواهم ويتركون ما يخالف مبتغاهم او لا يرضي توجهاتهم الفكرية ..

 هكذا بادرني ( صديقي ) بهذه الأسئلة واستطرد قائلا ..

أعلم أن هناك العديد من المدارس الفكرية مختلفة التوجهات  بين ( الأدب والشعر والقصة والرواية والنقد ) وغيرها وكل شرب منها له عشاقه ومحبيه .. 

لكني اسأل من باب معرفة الدوافع الكامنة في صرف اوقاتكم وهل أنتم متيقنون أن ما تكتبونه يلاقي صداه في نفوس المتلقين ويجد القبول منهم ..

 فبماذا تروني أجيبه على اسئلته المثبطة للهمم ..

 سألته هل ترى أن يعتزل الكتاب كتاباتهم .. ويتفرغون مثلك للتنظير والاراء يطرحونها على العباد قبلوا بها أو لم يقبلوا .. ؟!!

 أجابني .. لا .. لم أقل هذا ..

 اذا فماذا تقصد ؟؟..

مقصدي أن الكلمة المنتقاة انتهت وغادرت اقلام الكتاب إلا من رحم الله .. رجز المعنى ووقعه ورصانته لم تعد هي تلك التي قبل ثلاثين الى خمسين عاما مضت .. كلما تقدمت السنون ( قلت هيبة الحرف ) وخبى قوة صوته ووقعه على اذن المتلقي ، هذه مصيبة كبيرة وعقبة كئود أمام جيل متعطش لتنوير فكره بالشيئ الرصين من مفردات اللغة وجمالياتها ..

 سألته ما دليلك ..

أجاب واقفا وهو يهم ترك مجلسي وقال .. اعطني من قريحتك أيها الجهبذ قوة شعر حديث في مثل رصانة هذه الأبيات التي صاغها الشاعر صباح الحكيم في قصيدته ( لغة الضاد ) ..

أنا لا أكتبُ حتى أشتهرْ
لا ولا أكتبُ كي أرقى القمرْ
أنا لا أكتب إلا لغة
في فؤادي سكنت منذ الصغرْ
لغة الضاد وما أجملها
سأغنيها إلى أن أندثرْ
سوف أسري في رباها عاشقاً
أنحتُ الصخر وحرفي يزدهرْ
لا أُبالي بالَذي يجرحني
بل أرى في خدشهِ فكراً نضرْ
أتحدى كل مَنْ يمنعني
إنه صاحب ذوقٍ معتكرْ
أنا جنديٌ وسيفي قلمي
وحروف الضاد فيها تستقرْ
سيخوض الحرب حبراً قلمي
لا يهاب الموت لا يخشى الخطر
قلبيَ المفتون فيكم أمتي
ثملٌ في ودكم حد الخدرْ
في ارتقاء العلم لا لا أستحي
أستجد الفكر من كلِ البشرْْ
أنا كالطير أغني ألمي
وقصيدي عازف لحن الوتر
أو ما قاله الشاعر عبد الرزاق الدرباس في قصيدته ( في رحاب الضاد ) ..
لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى
هل على وجه الثرى من لغة
أحدثت في مسمع الدهر صدى
مثلما أحدثته في عالم عنك
لا يعلم شيئاً أبداً
فتعاطاك فأمسى عالما
بك أفتى وتغنى وحدا
وعلى ركنك أرسى علمه
خبر التوكيد بعد المبتدا
أنت علمت الألى أن النهى
هي عقل المرء لا ما أفسدا
ووضعت الاسم والفعل ولم
تتركي الحرف طليقاً سيدا
أنت من قومت منهم ألسنا
تجهل المتن وتؤذي السندا
بك نحن الأمة المثلى التي
توجز القول وتزجي الجيدا
بين طياتك أغلى جوهر

غرد الشادي بها وانتضدا

هذه القصيدة ( والكلام على لسان صاحبي ) انصفت لغتنا العربية على لسان شاعرها .. جميل أن تعود اليها تطالع مالم اورده لك هنا .. ولك أن تحكم فيما بين هذا وذاك .. إن كنت من المنصفين لمثل هذا النتاج الأدبي الذي يستحق الاشادة والتتبع والإستزادة منه رغبة في تنشيط ذاكرة الاطلاع اللغوي لديك وغيرك ..

تركني وهو يتمتم بما لم اسمع ولم افهم .. ولا أعلم هل ما قاله يرقى لتشاؤمه ومطالبته أن نعيد تفكيك ما نكتب ووزنه ليرقى لمطالب بعض القراء الذين تختلف ميولاتهم ورغباتهم أو لنقل بعض الآفكار الباحثة عن رجز كلمة معينة تصيب كوامن تختزنها بعض الشخصيات المطلعة على نفث اقلام بعض الكتبة .. لذلك فليس أمامي سوى .. أن اختم بالقول الرأي لكم أنتم ..

دمتم في كنف الرحمن الى لقاء قريب ..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى