“نيابة عن خادم الحرمين الشريفين”…. سمو ولي العهد يلقى الخطاب السنوي للدورة التاسعة لمجلس الشورى
بمناسبة افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى
وقع الحدث
ألقى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الخطاب الملكي السنوي بمناسبة افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى والذي يمثل حدثًا محوريًا في تشكيل الرأي العام وتحديد الوجهة الاستراتيجية للبلاد ،وتضمن الخطاب توجيهات واضحة تعكس رؤية القيادة وتستشرف مستقبل المملكة، مما يسهم في ترسيخ قيم التعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع ، إن الكلمات التي تم اختيارها بعناية تعكس واقع المملكة وتطلعاتها، حيث تبرز أهمية العمل الجماعي كوسيلة لتحقيق الأهداف الوطنية .
كما يتضح من مضمون الخطاب، فإن ولي العهد يسعى إلى تعزيز الروابط بين المواطنين وحكومتهم من خلال التواصل المستمر والمفتوح ، هذا الأمر يدعو جميع أفراد المجتمع إلى أن يكونوا جزءًا من هذه المسيرة نحو إحراز تقدم مستدام، ويجب أن تُعتبر الأفكار المطروحة انطلاقًا لمبادرات جديدة تعكس طموحات الجماهير ، من المهم أن يدرك المواطنون أن الصوت العام له تأثير كبير، وأن المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية تُعد مسؤولية جماعية .
لذلك، يشعر الجميع بأن عليهم واجب التفاعل مع المبادرات المطروحة، وتجسيد الأفكار الموجودة في الخطاب من خلال الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، إن الأمل في المستقبل يظل قائمًا، ويجب على المجتمع أن يتبنى رؤية ولي العهد كإلهام لتحقيق تغييرات إيجابية .
الخطاب الملكي السنوي لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أحد المحطات البارزة في التاريخ السياسي والاجتماعي للمملكة العربية السعودية. يتناول هذا الخطاب العديد من القضايا التي تهم الشعب السعودي والدول العربية، ولكنه يركز بصفة خاصة على موقف المملكة من القضية الفلسطينية. في هذا السياق، يعكس الخطاب التوجهات والسياسات الخارجية للمملكة ودورها الفاعل على الساحة الدولية، خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا العربية والإسلامية.
واكد ولي العهد محمد بن سلملن الى أهمية دور المجلس في الارتقاء بأداء مؤسسات الدولة، ودوره الفعال في تطوير الأنظمة وتحديثها، إلى جانب مهامه الرقابية ومتابعته المستمرة لتنفيذ الاستراتيجيات والخطط المعتمدة، منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 والمواطن نصب أعيننا فهو عمادها وغايتها، وأي إنجاز يتحقق من خلال مظلتها الشاملة للمسارات المختلفة، هو رفعة للوطن ومنفعة للمواطن وحصانة – بإذن الله – للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات.
كما تتجلى أهمية الخطاب في كونه جزءاً من استراتيجية أوسع للتأكيد على الالتزام السعودي تجاه حقوق الشعب الفلسطيني. يعكس مضمون الخطاب الرؤية الملكية تجاه الاحتلال والتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية، كما يعبر عن الموقف الثابت للمملكة في دعم الحلول السلمية التي تضمن حقوق الفلسطينيين وتحقق السلام الدائم في المنطقة ،
ان القضية الفلسطينية من القضايا الأساسية في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، حيث تتبنى المملكة موقفًا ثابتًا ومبدئيًا في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، منذ تأسيسها، قامت المملكة بدور رائد في تعزيز حقوق الفلسطينيين على جميع الأصعدة، سواء سياسيًا أو إنسانيًا ،وقد تجسد هذا الموقف في العديد من المبادرات والمساعدات المالية التي خصصتها المملكة لدعم الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
إن الخطاب يمثل دعوة مفتوحة للجميع لتبني الحوار وطرح الرؤى التي تساهم في دفع الحركة نحو مستقبل أفضل للمملكة، مما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة في ظل قيادة حكيمة تستمع إلى صوت شعبها ، هذا يقودنا إلى ضرورة التفاعل بايجابية مع كل ما تم طرحه، مما يسهم بلا شك في بناء وطن مزدهر وآمن .
وفيما يلي نورد كامل الخطاب الملكي السنوي لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى جاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعون الله وتوفيقه نفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله -، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا ويسدد خطانا.
الإخوة والأخوات:
ونحن على أعتاب دورة جديدة من أعمال مجلس الشورى، نؤكد أهمية دور المجلس في الارتقاء بأداء مؤسسات الدولة، ودوره الفعال في تطوير الأنظمة وتحديثها، إلى جانب مهامه الرقابية ومتابعته المستمرة لتنفيذ الاستراتيجيات والخطط المعتمدة، منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 والمواطن نصب أعيننا فهو عمادها وغايتها، وأي إنجاز يتحقق من خلال مظلتها الشاملة للمسارات المختلفة، هو رفعة للوطن ومنفعة للمواطن وحصانة – بإذن الله – للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات.
نلتقيكم اليوم وقد قطعنا أجزاءً من هذه الرحلة بخطوات ثابتة وعمل مستمر، نفخر فيها بتحقيق الكثير من المستهدفات على المستوى الوطني والدولي، وارتقت فيها المملكة درجات متقدمة في المؤشرات والتصنيفات الدولية، ونحن ماضون بتفاؤل وثقة في مواصلة الرحلة لتحقيق مستهدفاتنا، وفق منهج شامل وتكاملي يقوم على المراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات.
لقد حققت بلادنا منجزات جوهرية كثيرة خلال هذه الرحلة العظيمة، ومن نماذج هذه الأنشطة غير النفطية في المملكة، سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ (50%) في العام الماضي، مما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي، ويواصل صندوق الاستثمارات العامة دوره في تحقيق أهدافه ليكون قوة محركة للاستثمار، وسجلت البطالة بين المواطنين والمواطنات، أدنى مستوى لها تاريخي في الربع الأول من عام 2024م بلغ (6ر7%)، بعد أن كانت نسبته (8ر12%) في عام 2017م.
وارتفعت نسبة تملك المساكن للمواطنين من (47%) عام 2016م إلى ما يزيد عن (63%)، وفي مجال السياحة سبقت المنجزات التاريخ المستهدف، حيث حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019م، مستهدف (مائة) مليون سائح في 2030م، وتم تجاوز هذا المستهدف والوصول إلى (مائة وتسعة ) ملايين سائح عام 2023م ، وحققت المملكة المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية، ومع استكشاف الثروات الطبيعية تغدو المملكة من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم، كما أن بلادكم أحرزت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودولياً.
إن المملكة اليوم نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري، مما أسهم في اختيارها لاستضافة إكسبو 2030 وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034م.
إننا نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، ونولي التعليم جل اهتمامنا ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، ونعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع.
ونؤكد أنه بينما نمضي في مسارات التحديث والتنوع؛ فإننا حريصون أشد الحرص على حماية هويتنا وقيمنا، التي هي امتداد لمسيرة أجدادنا وآبائنا، وهي صورتنا الثاقبة في العالم أجمع.
الإخوة والأخوات:
تتصدر القضية الفلسطينية اهتمام بلادكم، ونجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة، ولن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك.
ونتوجه بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، ونحث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة.
إن المملكة حريصة على التعاون مع كل الدول الفعالة في المجتمع الدولي، متيقنة أن ما يحمي البشرية ويصون قيمها الحضارية، هو السعي المشترك إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، واحترام استقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات.
كما أن المملكة تسعى إلى تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وكذلك تدعم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية.
ختاماً.. أشكر الإخوة والأخوات في المجلس وجميع العاملين في أجهزة الدولة، الذين يخدمون وطنهم بإخلاص وتفان مما أثمر عن هذه الإنجازات المشهودة اليوم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.