أبناؤنا بين التخلف العقلي والأجهزة الذكية .
جمع واعداد :-
رزقان بن حمود العبدلي
في ظل ما توصل اليه العالم اليوم من تكنولوجيا طاغية في حياة البشرية .. أصبح ادمان الانترنت بمثابة مرض نفسي ، الدليل على ذلك وجود مئات بل الاف العيادات في مختلف انحاء العالم يسعى فريق العمل الطبي بها والمهمتين بصحة الطفل من الباحثين والخبراء الى ايجاد علاج لمشاكل الادمان المتسارعة بتسارع التقدم التكنولوجي .. مما اصبح هذا التقدم خطرا على البشرية اكثر منه نفعا واستفادة تقنية ..
إحدى طرق العلاج والوقاية الكثير من التحذيرات على هذه المواقع التي تهتم بالصحة العقلية للأطفال والكبار تنوه عن خطر ادمان الانترنت الذي يعد اشد فتكا من ادمان المخدرا والمطالبة بإشتراك الاسرة الفاعل واشرافها المباشر على تقنين ساعات المطالعات التقنية للآطفال .
وأصبحت الأسر تفقد السيطرة على الوقت المفترض السماح به للأطفال استخدام هذه الأجهزة في ظل اوقات الفراغ والملهيات وانشغال الاسر بأمور بنوها لأنفسهم داخل بيوتهم جذبتهم عنوة الى صرف النظر عن المشاركة الفعلية والانتباه اللصيق لأبنائهم والسيطرة على تقنين الوقت الممكن السماح به للأطفال استخدام هذه الأجهزة
متى استشرت هذه الظاهرة
بعد انتشار جائحة كورونا التي فرضت على الأبوين استخدام أبنائهم للأنترنت للتعليم عن بعد . كونها الوسيلة الأوحد في تلك الأيام العصيبة التي مر بها العالم أجمع بينما في واقع الحال كانت البداية المؤلمة في الهدم الفكري التي انقاد العالم اليها دونما تبصر ولا دراسة مستفيضة في ظل اعداد الوفيات التي ارتبطت اسبابها بإسم جائحة كورونا ..
لذلك نجد في الآونة الأخيرة أصبح الاطفال الصغار قبل أن تتجاوز اعمارهم العام الواحد يحاولون أن يستكشفوا كيف يمكن أن يستخدم الهاتف وهو ما يجعل الأسر في ظل الشفقة المفرطة وعدم الرغبة في مخالفة رغبات اطفالهم يسمحون لهم بذلك بل ويمكنوهم من قضاء وقت ليس بالقليل تاركين تلك القنابل الموقوته بين يدي اطفالهم للتسلية واللعب بها .. مقابل ذلك وبكل خيبة امل مايشعر به الوالدان من ان الجهاز اللوحي هو الانسب لتثبيت حركة اطفالهم المفرطة والخلود للهدوء والراحة داخل منزل الاسرة ..
هذا ما يدفع الكثير الكثير من الاطفال ساعة الصحوة من نومه اول ما يتذكر ( الجوال ) ناطقينها على السنتهم ( دوال .. دوال ) بل تراه يلتف بناظريه يمنة ويسرة بحثا عن ذلك الجهاز الذي يجد فيه الونيس وخير الجليس ..
هذا التراخي والتساهل في هذا الأمر منحهم ما يعتقدون انه حقا مطلقا ليس لأحد الحق في منعهم او مقاطعتهم وهو ما يقودهم للمواقع الاباحية التي فيها ما فيها من السفور والهدم الواضح للقيم والسلوكيات وتفطينهم على امور تتجاوز اعمارهم وقدراتهم بل وحتى استيعابهم بمراحل عمرية بعيدة عن اعمارهم ..
رأي الآطباء المختصين في هذا المجال :-
احد الاطباء النفسيين والمعالج بالتنويم الإيحائي ، علق على ذلك بالقول أن الآباء يواجهوا مشكلتين بسبب إدمان الأطفال للإنترنت وهما عدم تقليلهما للوقت الذي يقضونه أمام الانترنت ، والثانية هي التساهل معهم في اصطحاب تلك الاجهزة حتى تناول الطعام أو ممارسة أي أنشطة أخرى وترك بل ذهبت كثير من الاسر لما هو ابعد من ذلك ان سمحت لهذه الفئة الخلوة بعيدا عن الجو الاسري مع تلك الاجهزة التي ادمنوها حتى باتت غذاء فكريا لا يمكن الاستغناء عنه .. ووفقا لما صرح به الدكتور حيث اكد أنه بناء على استطلاع تم في عام 2016 من قبل common sense Media فإن نصف المراهقين يعرفوا أنهم مدمنين، وذلك من خلال استخدامهم لفظ الادمان في وصف سلوكهم.
هذا بالإضافة إلى أن ثلاثة أرباعهم وصفوا ضرورة ردهم على الرسائل النصية المرسلة إليهم بشكل فوري، وكذلك بعض المنشورات التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وصرح الدكتور ماثيو كروجر المختص بعلم النفس العصبي ومدير مركز التعلم والتطوير في معهد عقل الطفل في مقابلة سابقة لأحد الدوريات المختصة بالقول :-
إن ادمان الاطفال للانترنت ليس بالمعني الذي يفهمه الكثير وأنه يشبه ادمان المخدرات، حيث أنه من الناحية الفنية لا يوجد شئ اسمه ادمان الانترنت.
هذا مادفع الباحثين المختصين في مجال علم النفس إقتراح اسم جديد سموه ( اضطراب الانترنت )، وذلك لكي يتمكنوا من التعرف على بعض العادات الغير صحية ، التي اتضح أنها ستؤثر بشكل سلبي وخطير على حياتهم وسلوكهم المستقبلي ..
وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية عنت
في موقعها الرسمي بكثير من النصائح
حول هذه الظاهرة نورد هنا بعضا منها :-
الطفل والأجهزة الإلكترونية
ينمو الأطفال في عالم محاط بوسائل إعلامية مختلفة يمكن الوصول إليها بسهولة ويسر. وقد يجد الآباء صعوبة في مواكبة التطور المتسارع في المحتوى، والمميزات، والتطبيقات الجديدة التي يتم تقديمها باستمرار. وعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون هذا التقدم السريع مثمرًا ومفيدًا لأجيال المستقبل، إلا أنه قد يثير القلق أحياناً؛ لذا يجب فهم تأثير وسائل الإعلام في حياة الأطفال قدر الإمكان.
أنواع الأجهزة:
التلفاز.
الأجهزة الذكية.
ألعاب الفيديو.
فوائد الأجهزة الإلكترونية:
تقدم معلومات، وأفكارًا، ولغات جديدة، تنمي مواهب الأطفال وتوسع مداركهم.
تزيد الوعي بالأحداث الراهنة، وتطلع النشء على ما حوله، مما يسهم في فتح آفاق جديدة أمامه.
توفر وسائل الإعلام التفاعلية فرصًا لتعزيز المشاركة الاجتماعية، وتعزيز الشعور بالانتماء.
تمكن الطلاب من التعاون مع الآخرين في المهام والمشاريع على كثير من منصات الوسائط عبر الإنترنت.
تساعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي العائلات المنفصلة على التواصل الدائم بأبنائهم.
أعراض الإدمان:
الشعور الدائم بالقلق والتوتر عند فصل، أو تعطل الإنترنت.
يكون الطفل في حالة ترقب دائم لبرامج ومواقع التواصل المشارك بها.
عدم الشعور بالوقت، أو بالآخرين من حوله عند استخدام البرامج والأجهزة الإلكترونية.
الميل إلى العزلة، قلة التواصل مع الآخرين، وكثرة المكوث في المنزل.
قلة أو انعدام الأنشطة الرياضية، أو الاجتماعية التي يمارسها الطفل؛ لانشغاله بالأجهزة الإلكترونية.
الوقت المسموح به للجلوس أمام الشاشة (التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية):
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالتالي:
الفئة المدة
الرضع حتى 18 شهرًا من العمر
يجب ألا يكون هنالك وقت للجلوس أمام الشاشة.
الأطفال من عمر 18 شهرًا إلى 24 شهرًا بعض الوقت مع أحد الوالدين.
مرحلة ما قبل المدرسة
لا يزيد الوقت على ساعة واحدة في اليوم، مع وجود البالغين لمساعدتهم على فهم ما يرونه.
من عمر 5 إلى 18 سنة يجب على الآباء وضع حد، ووقت معين بحيث لا يتجاوز ساعتين يوميًّا، كما يجب ألا تشغلهم عن الحصول على ما يكفي من النوم والقيام بالنشاط البدني.
وهناك من المواقع المتخصصة لمن يبتغى الاستفادة والاستزادة حول هذا الموضوع حفاظا على سلامة وصحة اطفالهم متمنين للجميع دوام الصحة والعافية دمتم جميعا في كنف الباري ..