شخصية في المجتمع

محمد بن سلمان .. “أمير الشرق ” نجماً لامع ورمزاً عالمياً مؤثراً .

وقع الحدث / مجموعة مصادر مقتبسه بتصريف

لقد أحدث ولي العهد محمد بن سلمان موجات عالمية رائدة في أعقاب خطته “رؤية 2030” التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة العربية السعودية المعتمد على النفط ، وتعزيز المشهد الفني والثقافي ، والأهم من ذلك ، توليد حقوق متساوية للمرأة السعودية من خلال تزويدها بمقاعد حصلت عليها منذ فترة طويلة على الطاولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
ومن الركائز الأساسية الأخرى لرؤية 2030 جعل المملكة العربية السعودية في نهاية المطاف بيئة صديقة للسياح.

“طموحنا هو بناء بلد أكثر ازدهارا ، حيث يمكن لكل مواطن أن يجد ما يريد”. بهذا التحدي القوي والعزيمة الجادة، تحدث مهندس القرارات الجريئة والرؤية الطموحة، ولي العهد محمد بن سلمان، عن طموح وإرادة السعوديين في السعي لوصول المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة والمتقدمة، فضلا عن الإنجازات المتسارعة التي بدأت تؤتي ثمارها مبكرا.

في مملكة تستمد روحها الشبابية من الأمير محمد بن سلمان، تحققت واحدة من أكبر القفزات التنموية، من خلال طموحه وشغفه، وهما أهم محفزات التغيير والانطلاق نحو مستقبل مشرق يجلب الخير للجميع.

اقتصاد متنوع ومرن
وبدعم من الساعدين الشباب الذين يشكلون نحو 70 في المئة من سكان السعودية، ينقل ولي العهد اقتصاد المملكة إلى الواجهة وينافس أهم وأقوى الاقتصادات العالمية، انطلاقا من رؤيته الواعدة لعام 2030 التي وضع أسسها في أبريل من عام 2016.

وتتجاوز هذه الرؤية الاعتماد على النفط، من خلال تحفيز الصناعات التحويلية والتعدين وقطاعات الخدمات، وتطوير قطاع الترفيه، وتحويل المملكة إلى ملاذ استثماري في المنطقة، مدعومة بمشاريع عملاقة مثل نيوم، والبحر الأحمر، وأمالا على ساحل البحر الأحمر، والقدية في الرياض، إضافة إلى مشاريع أخرى ستحول المملكة إلى وجهة سياحية عالمية.

ربما هناك من يتذكر أيام الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها المملكة نتيجة انخفاض أسعار النفط وما واجهته من تراجع، لكن محمد بن سلمان استطاع التعامل معها بكل شفافية لاحتواء تباطؤ النمو وتأثيره السلبي، ونجح في إصدار قرارات جريئة، بما في ذلك ضبط الأوضاع المالية للحد من عجز الميزانية الذي حطم الأرقام القياسية آنذاك.

بينما عمل على تطوير القطاعات الاقتصادية الحالية وأسس فكرة الطرح العام الأولي (IPO) لشركة النفط العالمية العملاقة أرامكو ، والتي طرحت أسهمها في ديسمبر من عام 2019 وكانت أهم وأبرز إنجازاته خلال الأشهر الماضية. ونجحت تغطية أرامكو للاكتتاب العام بواقع 4.6 مرة، وبلغ إجمالي عدد طلبات الاكتتاب العام أكثر من 446 مليار ريال، لتتربع على عرش أكبر طرح عام عام في العالم. وهكذا تحققت خطة ولي العهد التي أعلنها في أكثر من مناسبة.

وقال محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية حول الاكتتاب العام: “اليوم لديك شركة لها قيمة ضخمة جدا يمكنها أن تبقي هذه الشركة في السعودية، وتحافظ على تأثيرها الاقتصادي في السعودية، وتجعلها تنمو في السعودية مع الاستفادة من قيمتها من خلال تحفيز قطاعات أخرى غير موجودة في السعودية. ستأتي هذه الأموال من أرامكو، وستساعدنا على اغتنام العديد من الفرص. إذا لم تطلق أرامكو، فسوف يستغرق الأمر 50 عاما أو 40 عاما لتنمية قطاع التعدين، وسيستغرق تطوير المحتوى المحلي 40 عاما. سيستغرق تطوير الخدمات اللوجستية سنوات عديدة، كما أهدرنا 40 عاما في الماضي، ونحن نحاول تنمية هذه القطاعات”.

وتتضمن الخطط الاقتصادية ولي العهد جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتمكين دور القطاع الخاص ليصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، ومواكبة تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وإنعاش صادرات القطاع غير النفطي، لتعود الأنشطة الاقتصادية وتحقق معدلات نمو حقيقية وعالية. مثل أنشطة تجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق والخدمات المالية والتأمين وخدمات الأعمال والبناء والعقارات.

وبالتوازي مع هذه الإنجازات المهمة، كان لبرامج وزارة الإسكان وتوجهات وخطط ولي العهد في هذا الجانب دور أساسي في رفع نسبة تملك المواطنين السعوديين لمساكنهم بعد أن توزعت خيارات الإسكان والتمويل بين القروض المدعومة من صندوق التنمية العقارية، وحدات جاهزة ، أو وحدات على الخريطة للبناء الذاتي.

كل هذه القرارات وغيرها أسهمت في تقدم المملكة في مؤشر التنافسية العالمية، والنهوض بترتيبها في دول مجموعة العشرين، وتحقيق أثر إيجابي على الاقتصاد السعودي.

الأمن الداخلي والتأهب والابتكار
ومنذ تولي ولي العهد منصب وزير الدفاع، أخذ على عاتقه تطوير هيكل وزارة الدفاع ووضع برنامج طموح لذلك، كما أطلق برنامجا لتوطين الصناعات العسكرية، بالتوازي مع تأسيس شركة سعودية للصناعات العسكرية، تهدف إلى توطين أكثر من 50 في المئة من هذه الصناعات بحلول عام 2030، ويرافق توطين 40 ألف وظيفة، وهو ما ينعكس على درجة الاستعداد العسكري، ويلبي احتياجات القطاع العسكري، ويفتح باب الاستثمار في قطاع مستدام، ويسهم في تنويع مصادر الدخل ودعم الناتج المحلي الإجمالي.

ومنذ تولي الأمير محمد بن سلمان منصب وزير الدفاع، وهو يعمل على تعزيز أمن المملكة وقطع سلاح نظام الملالي الإيراني في المنطقة، وهو ما يهدد الأمن ويزعزع استقرار المنطقة. ولتحقيق ذلك، أطلق عملية عاصفة الحزم، بموافقة الملك سلمان بن عبد العزيز، لإنقاذ الشرعية في اليمن من ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

شهد عام 2015 تأسيس التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، من مجموعة من 44 دولة أعلنت استعدادها للمشاركة في دحر الإرهابيين من العالم الإسلامي بكل ما لديهم من قوة وقدرات عسكرية واقتصادية وإعلامية.

لا تزال الزيارة التاريخية التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة تذكر وأسفرت عن صفقات ضخمة وشراكات ثنائية تزيد قيمتها على 128 مليار دولار ، فضلا عن تطوير أنظمة الطائرات والسفن الحربية بمعدل توطين لا يقل عن 50 في المائة.

ومن أهم الإنجازات في هذا الجانب تدشين أول طائرة تدريب من طراز هوك العام الماضي، والتي تم تجميع عدد من قطع الغيار وتصنيعها محليا بأيدي شباب سعودي، في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالقطاع الشرقي، وذلك ضمن مبادرات البرنامج السعودي البريطاني لنقل وتوطين التقنية. وعمل أكثر من 70 في المئة من الشباب السعودي على تجميع 22 طائرة من طراز هوك، بعد أن تم تدريبهم لأكثر من عامين على يد خبراء دوليين.

الثقافة تتنفس الإبداع
في أقل من ثلاث سنوات، شهد القطاع الثقافي تغيرا جذريا، إيمانا منه بأن الأمير الشاب هو أحد محركات التنمية البشرية، وتبني مبدأ الانفتاح على العالم، والحوار والتواصل مع الآخرين، وتحسين نمط الحياة مع التمسك بالثوابت الدينية والاجتماعية.

تتضمن رؤية محمد بن سلمان 2030 تطوير قطاع الثقافة وبنيته التحتية، ليصبح رافدا ثقافيا واقتصاديا وجزءا لا يتجزأ من تحسين مستوى معيشة المواطن. وظهر ذلك جليا في فصل الثقافة عن وزارة الإعلام وإنشاء وزارة ثقافة مستقلة يرأسها رجل مثقف ومستنير هو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، بالإضافة إلى 11 هيئة ثقافية أخرى. وهو ما يضمن أعلى مستويات الجودة والفعالية في سعيها لتحقيق أهداف رؤية 2030، وأهمها مضاعفة تسجيل المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ودعم الموهوبين والمبدعين للتعبير عن أفكارهم وتطلعاتهم، وتعزيز مشاركة المواطنين في جميع الأنشطة الثقافية.

ويرى الأمير محمد بن سلمان أن الثقافة هي المحرك الأهم للتغيير، ويطمح في رؤيته إلى إنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم، متسائلا أكثر من مرة في إحدى مقابلاته التلفزيونية: “هل من المعقول أن تكون قبلة المسلمين الموجودة في السعودية وأهم دولة إسلامية، وأنت لا تملك متحفا إسلاميا يمكن لأي شخص يريد التعرف على الثقافة الإسلامية زيارته؟ وهذا أمر غير منطقي على الإطلاق ويشير إلى ندرة الخدمات الثقافية التي نحتاجها في المملكة العربية السعودية”.

اهتمام سموه الكريم بالثقافة استثنائي، ويتضح ذلك في عدة أبعاد، منها اهتمامه بمحافظة العلا، وتدشينه رؤية العلا لتكون واجهة تراثية عالمية، وكذلك بالدرعية التاريخية، وسعيه لدعم الخط العربي، بحيث أطلق على مركز دار القلم في المدينة المنورة اسم مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، وهو اعتراف بدعمه المستمر للثقافة والمثقفين.

المملكة العربية السعودية والفضاء
مع دقات ظهر يوم الأربعاء 6 فبراير 2019، انطلق القمر الصناعي للاتصالات السعودية SGS-1 بنجاح، حاملا توقيع ولي العهد محمد بن سلمان على آخر قطعة منه، مع عبارة “فوق السحب المهمة”، عقب الإعلان عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. تم إطلاقه من مركز غيانا الفضائي الفرنسي على متن صاروخ ريان 5.

وبهذا القمر الصناعي يكون ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد حقق مقولة “طموحنا عالي”، حيث تجوب الأقمار الصناعية السعودية السماء، وعمل عليها مهندسون سعوديون وطوروها، بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن، بهدف نقل الخبرات التصنيعية والاختبارات لتقنيات الأقمار الصناعية الضخمة المخصصة للاتصالات الفضائية في مدار ثابت.

وكان ولي العهد قد وقع على آخر قطعة من الصاروخ خلال زيارته إلى سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة، وهو أول قمر صناعي للاتصالات الفضائية تملكه المملكة. يوفر تطبيقات متعددة ، بما في ذلك اتصالات النطاق العريض ، والاتصالات الآمنة ، وتوفير الاتصالات للمناطق شبه النائية والمتضررة.

ويدعم هذا القمر الصناعي الذي سيتم تشغيله والتحكم فيه من قبل المحطات الأرضية في المملكة، البنية التحتية لقطاع الاتصالات ويهدف إلى تأمين الاتصالات الفضائية عالية السرعة كخطة استراتيجية وطنية لتلبية احتياجات المملكة وتقديم خدمات اتصالات بمواصفات متطورة لاستخدامها من قبل القطاعات الحكومية، وكذلك بمواصفات تجارية لبقية دول الشرق الأوسط، شمال أفريقيا وأوروبا وأجزاء كبيرة من أفريقيا وآسيا الوسطى. ويهدف إلى تطوير القدرات المحلية والموارد البشرية وتوفير فرص عمل في صناعة الفضاء.

وسبقه إطلاق قمرين صناعيين، سعودي سات 5A و5B، في 7 ديسمبر 2018، على متن الصاروخ الصيني لونغ مارش 2D من قاعدة جيوجوان في الصين، ضمن خطة سعودية تسعى إلى توطين التقنيات الاستراتيجية في المملكة، وتعظيم المحتوى المحلي، وتمكين الشباب السعودي من الإلمام بالتقنيات المتقدمة في مجال تطوير وتصنيع الأقمار الصناعية.

تمكين المرأة السعودية
المرأة السعودية بدورها كانت حاضرة أيضا في ذهن ولي العهد محمد بن سلمان الذي دفع بعدة قرارات وتغييرات مجتمعية لتمكينها والحصول على حقوقها كاملة وغير منقوصة، مستمدة من القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأكد على هذه الحقوق في أكثر من مناسبة وفي عدة لقاءات صحفية. وكانت ثمرة هذه الجهود إصدار قرار بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في يونيو 2018، وتعيينها في مناصب قيادية، ورفع نسبة النساء في سوق العمل من 22 في المئة إلى 30 في المئة.

وخلال ثلاث سنوات فقط، صدرت عشرات القرارات التي تعزز حقوق المرأة، أبرزها إنشاء مجلس شؤون الأسرة، ونظامي مكافحة التحرش والحماية من الإساءة، وتخصيص مركز لتلقي بلاغات العنف الأسري، حتى تصبح المرأة شريكة في تنمية الأمة وبنائها وازدهارها.

وعلى خط مواز، أظهرت الأحداث الأخيرة الحرص الذي يوليه الملك سلمان و ولي العهد له لأبناء الأمة، من خلال التوجيهات والأوامر الهادفة إلى الحفاظ على أرواحهم وسلامتهم في ظل جائحة كورونا، والتنسيق المستمر لإجلاء المواطنين من دول العالم.

التصدي للفساد
منذ تولي محمد بن سلمان ولاية ولي العهد، أطلق حملة لملاحقة الفساد، معتقدا أن التنمية يجب أن تقترن بالإصلاحات، والقضاء على الفساد، ومحاسبة الفاسدين دون استثناء. تضمنت هذه الحملة استدعاء 381 شخصية.

واستندت الحملة، التي انطلقت في نوفمبر 2017، إلى الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد، والتي تعدد الانتهاكات والجرائم والأشخاص والكيانات المتعلقة بقضايا الفساد العام. ولديها سلطة التحقيق وإصدار أوامر الاعتقال وحظر السفر، فضلا عن اتخاذ إجراءات مع المتورطين في قضايا الفساد العام.

وفي أواخر يناير 2018، أعلن الديوان الملكي انتهاء عمل اللجنة التي يرأسها ولي العهد لمكافحة الفساد، بعد استرداد 400 مليار ريال من المتهمين بالفساد، ما أسفر عن استرداد أموال إلى خزينة الدولة، تمثلت في عدة أصول من عقارات وشركات وأوراق مالية ونقدية وغير ذلك.

ونتيجة لذلك أيضا، لا يزال مواطنو الدول العربية يهتفون باسم الأمير محمد بن سلمان في كل محفل يطالبون فيه بالقضاء على الفساد، حيث لم تستثني ولي العهد أحدا، تحقيقا لمقولته الشهيرة: “لن ينجو أحد دخل في قضية فساد، سواء كان وزيرا أو أميرا أو أيا كان”.

حاضر مشرق ومستقبل باهر
ومن أهم خصائص السنوات التي تولى فيها الأمير محمد بن سلمان مهام ولايته الجرأة والجدية، وجدوى التغيير، والخطوات المتخذة على أعلى المستويات الرامية إلى تحقيق سيادة الوطن وأبنائه.

كل هذه الإنجازات والقرارات التي اتخذها ولي العهد محمد بن سلمان ستكتب على صفحات التاريخ بفيض من الذهب، وبدأت السعودية تجني ثمارها وترى تأثيرها على أرض الواقع، الأمر الذي سيضع المملكة على أعتاب مستقبل مشرق ويؤسس لدولة قوية ومتطورة تعانق السماء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى