الثقافة والفنون

انتقاله نوعية في مستقبل المسرح المدرسي :وزخم أدبي عميق في نقاش بيت السرد بجمعية الثقافة والفنون بالدمام

 

الدمام – سميرة القطان

بدأ نشاط جمعية الثقافة والفنون بالدمام مطلع الأسبوع الحالي بالمقهى المسرحي الذي طُرح خلاله موضوع المسرح بدون مسرح (المسرح المدرسي)، بمشاركة كل من أ/معتز العبدالله، أ/صقر القرني، وأ/أحمد القادري.
واستعرض العبدالله تجربته قبل تسع سنوات من خلال (مسرحة المناهج التعليمية) التي مكنت الطالب من اللعب وسط قصة حركية تُسهل من خلالها محتوى المنهج وتبسطه للطالب.
وأكد العبدالله أن القادم مبشر بالخير للمسرح المدرسي وتفائلنا الكبير كمسرحيين يعود إلى توجه القيادة والمعنيين في دعم وتفعيل المسرح المدرسي، حيث أن تنشيطه سيسهم بشكل فاعل في غرز القيم التربوية والمعنوية والحسية وتنمية العديد من مهارات الطلبة، باعتباره ركيزة أساسية من ركائز النشاط المدرسي الذي يعتني بتكوين شخصية الطلاب.

بدوره ركز القرني على الجانب النفسي الذي يراه علماء النفس وقال :” يعد التمثيل وسيلة علاج فاعلة لاسيما أن مشكلات طلبة المدارس الإجتماعية أغلبها ذات طابع نفسي كالانطواء والخجل، ولا سيما أن موضوعات المسرح المدرسي تركز على تصحيح بعض المشاكل الإجتماعية مثل استخدام الهاتف أثناء القيادة، إضافة إلى تركيزها على السلوك والأخلاق مثل الأمانة والصدق والنظافة وغيرها”.
القرني يؤيد إضافة منهج تربوي وتعليمي لفن المسرح الذي سيؤثر بشكل إيجابي في تكوين شخصية الطالب ويُكسبه سبع ذكاءات كما ذكر عالم النفس ( جاردنر ) وهي: الذكاء اللغوي، والذكاء المنطقي الرياضي، والذكاء المكاني، والذكاء الجسمي الحركي، والذكاء الموسيقي، والذكاء الاجتماعي،
والذكاء الشخصي.

وفي الإطار ذاته تطرق القادري لعدة نقاط هامه وهي: عناية وزارة المعارف سابقاً والتعليم حالياً بالمسرح المدرسي وادراجه من ضمن أنشطتها الصفية واللاصفية، وبداية المسرح المدرسي في المنطقة الشرقية وتميزه فيها، وأبرز الجوائز التي حققتها إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية على مستوى المملكة العربية السعودية والخليج والوطن العربي، إضافة لأبرز التحديات والصعوبات التي يواجهها المسرح المدرسي.
وشدد على ضرورة إقامة مسرح مدرسي في كل مدرسة ونشر ثقافة المسرح المدرسي.
وعن مستقبل المسرح المدرسي.. أشار القادري إلى إنطلاقة الشراكة بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم من خلال مبادرة المسرح المدرسي والمبادرة التي اطلقتها هيئة المسرح والفنون الآدائية بشراكة استراتيجية مع وزارة التعليم (مبادرة المسرح المسرحي)، والتي تسعى إلى تطوير المهارات المسرحية لدى المعلمين والمعلمات في المملكة، لتمكينهم من الإشراف على النشاط المسرحي وتدريب الطلاب والطالبات، والتي تهدف إلى تأسيس أجيال مهتمة بفن المسرح وتعزيز الدعم المطلوب لتدريس فنون المسرح في المدارس.
وختاما أكد القادري ماذكره العبدالله والقرني عن مستقبل المسرح المدرسي الذي سينتقل انتقاله نوعية مميزة خلال السنتين القادمة مع التوجه لتدريب ٢٥ ألف معلم، وإنتاج ١٠٠٠ مسرحية.

ومن جانب آخر أطلقت لجنة التراث والفنون الشعبية أمسية لاقت حضور وتفاعل عدد كبير من المهتمين جأت بعنوان (تاريخ الصحافة في المنطقة الشرقية وإنطلاقتها الحقيقية) شارك فيها الأديبان خليل الفزيع وعدنان العوامي وبإدارة حوارية من أ/ خالد الخالدي.
وبدأ العوامي الأمسية بذكر تجربته مع أحد أعلام الصحافة في المنطقة الشرقية وهو أ/ عبدالله الشباط رحمه الله ومحمد القشعمي.
وذكر العوامي ماكان يعانيه رؤساء التحرير سابقاً من السفر للرياض وجده لطباعة صحفهم، مقارنة بسهولة إدارة رؤساء التحرير الحاليين اللذين يديرون الصحيفة من خلال لوح صغيرة بيدهم توصلهم بالعالم كله.
وأكد العوامي أن المنطقة الشرقية كانت لها مكانتها الأدبية والعلمية والفكرية وعلاقتها التاريخية معروفة، إضافة إلى صلة أدبائها وشعرائها ومفكريها بالصحافة من خلال كتاباتهم المبكرة والبارزة في صحافة البلدان العربية المجاورة كمصر ولبنان والعراق والبحرين والكويت.

من جهته أبدى الفزيع سعادته لمعاصرته فترتين مهمتين في تاريخ الصحافه وهي: صحف الأفراد، وصحف المؤسسات.
وألقى الفزيع نظرة شمولية على تاريخ الصحافة في المنطقة الشرقية.
وقال الفزيع :” إن تاريخ الصحافة في المنطقة الشرقية لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن تاريخ الصحافة في بلادنا عموماً، وكتابة هذا التاريخ ماهو إلا إضافة لهذه المسيرة التي حققت مستويات رائعة سواء على مستوى الاداء النهائي، أو التجهيزات الفنية، أو إعداد الكوادر القادرة على أداء مهامها لإنجاز عمل صحفي يحقق اهدافه الإعلامية والتثقيفية وفق منهج واضح تحكمه سياسة إعلامية عادلة”.
واستعرض الفزيع في الامسية التسلسل التاريخي للإصدارات الصحف والمجلات في المنطقة ابتداء من عام ١٩٤٥ لصحيفة (الشمس والوهج) الإنجليزية في الظهران، ولفت الفزيع أن المنطقة الشرقية عرفت الصحافة الإنجليزية في بداياتها وكانت بذلك أول منطقة في البلاد تعرف الصحافة باللغة الإنجليزية.


واسترجع الفزيع بذاكرته المصاعب التي كان يواجها العاملين في الصحف قديماً بسبب قلة الإمكانيات التي أخرجت الصحف بشكل لا يليق بها، والطباعة التي كانت معظمها تطبع خارج المنطقة الشرقية والمملكة إضافة لقلة المحررين والجهد الكبير المبذول من المحررين والسهر لساعات طويلة ونوم المحررين على رزم الورق.

وأخيراً اختتمت جمعية الثقافة والفنون أنشطتها يوم أمس بمناقشة بيت السرد للمجموعة القصصية (هذا مقعدك) للكاتب العربي عبدالوهاب بإدارة وتلخيص الدكتور منير الرفاعي وعدد من أعضاء بيت السرد.

وبداية نقل أعضاء بيت السرد الشكر العميق المقدم من الكاتب العربي عبدالوهاب واللفته الرائعة من جمعية الثقافة والفنون بالدمام لإختيار مجموعته القصصية ومناقشتها.
ولفت الأعضاء لنقطة عدم توفر نسخة ورقية والكترونية للمجموعة حيث تمكن أحد الأعضاء من التواصل مع الكاتب في مصر وابدى سعادته لاختيار مجموعته وتم طباعة ١٥ نسخة مستعجله خلال اسبوع واحد وتم شحنها لأعضاء بيت السرد.
وأوضح المشاركين في جلسة النقاش أن المجموعة القصصية للكاتب العربي عبدالوهاب إمتازت برهافة السرد وهدوءه حيث رسم الكاتب لوحات درامية بشريه نقلت القصة إلى آفاق جديدة.
وأكدوا في النقاش على روعة العناوين اللافته والمبتكرة للقصص، والزخم الادبي العميق الذي تنقل خلاله الكاتب من صياغة إلى صياغة، والرسالة القوية التي اراد ايصالها وهي: (كيف نصنع من الضعف قوة).
يذكر أن الجمعية أقامت مساء يوم أمس الأربعاء حفل لليوم الوطني الذي يتضمن المشاركة الشعبية بالعديد من الألوان والفلكلور الشعبي ومشاركة فرقة كورال الدمام والعديد من المشاركات الشعرية بالإضافة إلى افتتاح المعرض الفني ( التقاء ) الذي يستمر حتى الثلاثاء المقبل، مشتملاً على ورش فنية ورسم مباشر وبعض الفقرات الفنية المرتبطة بالمعرض.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى