جمعية السينما تكرّس جيلًا جديدًا
الخبر- حلا الخالدي
في ليلةٍ احتفت فيها السينما السعودية بأجيالها الصاعدة، أسدلت جمعية السينما الستار على الموسم الأول من مبادرة «ستوديو صناع الأفلام» – صيف السينما 2025 في مدينة الخبر، حيث أقيم الحفل الختامي في مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك)، وسط حضور فني وثقافي واجتماعي، وبمشاركة المتدربين وأسرهم في حفلٍ توّج رحلة تدريبية امتدت طوال الصيف.
هذه المبادرة أطلقتها جمعية السينما لتكون منصّة عملية لصقل المواهب، استقطبت منذ الإعلان عنها مئات الراغبين في خوض التجربة من مختلف مناطق المملكة ودول خليجية وعربية، ليتأهّل في موسمها الأول ثمانية وأربعون شابًا وفتاة توزّعوا على فترتين عمريتين: من 13 إلى 17 عامًا ومن 18 إلى 27 عامًا، وتوِّجت جهودهم بشهادات معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، تأكيدًا على أن ما تلقّوه يمثل خطوة مهنية جادة في مسار صناعة السينما.
وجاء حصاد هذا الموسم في سبعة أفلام قصيرة؛ أربعة منها أنجزها متدربو الفترة الأولى، فيما أنجز متدربو الفترة الثانية ثلاثة أفلامًا، وقد حملت جميعها نبض الواقع المحلي وخياله، كاشفة عن طاقات إبداعية واعدة ورؤية بصرية ناضجة، منحت الجمهور مساءً يختلط فيه شغف البدايات بوعي الحرفة. فكان من بينها فيلم «اللقطة الأخيرة» لراكان الشهري، و«ما وراء الشباك» لفاطمة الحساوي، و«رجل من المسرح» لليلى الجفال، و«20 دقيقة» لنايا الشهري، إلى جانب أفلام الفئة الثانية: «رزق السيف» لسامر الجهني، و«مأسور» لعبدالله نعيم البطاط، و«ياقوت» لفهد الحربي.
وشهدت الأمسية تكريم المتدرّبين الثمانية والأربعين على المنصّة، فريقًا فريقًا بحسب أفلامهم، مع تسليمهم شهادات الشكر، وسط تحيةٍ من الحضور وأسرهم.
الحفل الذي اكتسى بريق السجادة الحمراء، شهد أيضا تكريم المدربين الذين رافقوا المتدربين في مسارات الكتابة والإخراج والتصوير والمونتاج والصوت والإنتاج، كما تمّ تكريم الرعاة والداعمين وفي مقدمتهم وزارة الثقافة الداعم الرئيس للمبادرة، ممثلة بالإدارة العامة للمنظمات الثقافية غير الربحية، وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، تقديرًا لدورها في دعم المبادرة وتمكينها منذ انطلاقتها.
وأكد الأستاذ هاني الملا، المدير التنفيذي لجمعية السينما، في كلمته أن المبادرة تمثل امتدادًا لرؤية الجمعية في بناء بيئة سينمائية متكاملة عبر مشاريع راسخة مثل مهرجان أفلام السعودية، والموسوعة السعودية للسينما، والبرنامج الثقافي الأسبوعي، وعروض «أفلام النخلة الذهبية»، مشيرًا إلى أن هذه الجهود ليست مناسبات عابرة بل خطوات مستدامة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ومن جانبه، استعاد الأستاذ محمد الحساوي، مدير البرنامج، تفاصيل الرحلة منذ لحظتها الأولى، موضحًا كيف انتقل المتدربون من شغف الهواية إلى خطوات الاحتراف، وكيف تحوّلت التحديات الزمنية وتنوّع الخلفيات إلى طاقة إبداعية أفرزت أعمالًا تليق باسم السينما السعودية، مؤكّدًا أن هذا الموسم ليس خاتمة الحكاية بل بدايتها.
وحظي الحفل بحضور الفنان إبراهيم الحساوي المعروف بدعمه المستمر لصنّاع الأفلام ، كما باشرت عدّة قنوات تلفزيونية تغطية وقائع الأمسية، ليبقى ختام الموسم الأول علامة مضيئة في مسارٍ يستعد لإطلاق مواسم جديدة في مختلف مناطق المملكة.