حروف مبعثرة .. !!
آتاني صاحبي مكفهر الوجه .. غضبان آسفى ..
سألته عن السبب الذي أودى به لهذا الحال .
أجاب كما ترى الساحات بطولها وعرضها مليئة بالمتسابقين .. ممن يدعون الفهم ومن يرون أنفسهم أنهم مخروا عباب البحر بسفن عابرة لأمواجه المتلاطمة .. مثلهم وغيرهم كثير .. في ميادين شتى ومناح مختلفة .. بل ومهن متعددة .. لكنهم للأسف لا يزالون في بديات ( تاتا .. تاتا )
إن نصحتهم ووجهتم صبوا عليك جام غضبهم ..
وإن تركتهم ( عاثوا العبث ) بتواضع مفاهيمهم فلا هم الذين أحسنوا ولا هم الذين قبلوا النصيحة .. بل ولا هم الذين إعترفوا بواقع الحال الذي هم عليه ..
حاولت أن احتوي غضبه ، أوضحت له أن هذا شأن من أراد ان لا يرى عيوبه .. فالجمل كما تقول العرب ( لا يرى سنامه ) ..
وبينت له من خلال خبرتي المتواضعة .. أن الترويج للتفاهات ومحاولة الخوض فيها هو خدمة لهم .. بل ورفعة لآفكارهم التي ( هم بذوات أنفسهم ) رضوا أن تكون بذلك المستوى الهزيل عندما وجدوا في النصح والمشورة عيبا بحقهم وانتقاصا من قدرهم .. وأوضحت له بأن الساحة تعج بكثير منهم عاجزين عن مواجهة الحقائق ..
لذلك ليس من وسيلة تعيد لذواتهم بعض من الوقار الذي يشعرون به ( هم فقط ) سوى محاولة المناكفة من وراء حجاب .. لسبب واحد لأنهم لا يملكون الشجاعة في دحض الحجة بالحجة ..
ومن أقذر الأساليب التي يحق لنا أن نسميها ( السفلية ) محاولة ابعاد الصور المعتمة عنهم .. والعوم في الماء العكر ببعض تلك الطرق .. أملا في أن ينساق لهم بعض المارة او المتفرجين أو أولئك الذين اسدوا لهم من النصح والتوجيه ما يكفيهم زاد معرفة وعلم ببعض اساليبهم وطرقهم إلا أنهم رأوا أن في ذلك بعض من انتقاص القدر او نصب ( الند بالند ) ..
حاولت جاهدا إقناعه ترك الأمور تسير على عواهنها خاصة وأنه لا يصح الا الصحيح والميادين كاشفة لا تقبل الزيف مهما حاولوا أن يحجبوا شمس الحقيقة ..
قام من مجلسي كعادته غير مقتنع بما قلت .. ولا ألومه فالحق له فيما ذهبت اليه ظنونه ..
وحقي المشروع أن لا أنظر لمن هم في القاع فذلك المكان لا يناسبني النظر اليه ولا رؤية جلاسه ..
أختلفنا أم اتفقنا فلكل شرعة ومناج .. وإن عدتم عدنا … دمتم بخير ..