ما كسرتني، كسرت حضرت وجودك”.. حين ينكسر الكذب أمام ضوء الحقيقة
✍️ ناصرمضحي الحربي :
في زمن مضطرب، تتقاذف فيه الكلمات على ألسنة لا تعرف الطهر، وتُختزل المواقف في تغريدة أو منشور، يقف الإعلامي الحقيقي كما النخلة، تضربها الرياح، لكنها لا تنحني.
من قلب هذا المشهد، خرجت عبارة أشبه بصرخة من بوح التجربة: “ما كسرتني، كسرت حضرت وجودك”.
ليست جملة عابرة، بل وجعٌ مكثف. مواجهةٌ بين من أراد أن يُسقطك بسوء النية، فكان سقوطه في خواء الصدق. الإعلام ليس منصة فقط، بل اختبارٌ دائم للثبات، للكرامة، للصوت الذي لا يُشترى، ولا يُكسَر.
كم من إعلامي نزيه أُرهق من افتراء، أو صمت طويل عن منجزه؟ كم من قلم جفّ حبره تحت وطأة التهميش، ثم عاد وكتب من قلب الجمر؟
الذين حاولوا كسرنا بأساليب باردة، لم يفهموا أننا لا نتكسر، بل نتحول. نرتدُّ إلى ذواتنا، لا لننهار، بل لنعود أوضح، أنقى، وأشد مضاءً.
“ما كسرتني” لأنني لم أكن طينًا هشًا في يد الريح، “كسرت حضرت وجودك” لأنك حين حاولت النيل من حقي، ضاعت هيبتك في فراغ الحقيقة التي لم تمتلكها.
في مهنة كهذه، نحن لا نعيش فقط بين الأوراق والمايكروفونات، نحن نعيش بين الشك واليقين، بين الضوء والعتمة. نُختبر في ضمائرنا كل يوم، ونُؤمن أن الكلمة التي تُقال بصدق، لا تموت، بل تثمر، ولو بعد حين.
لكل من مرّ بتجربة ظُلم إعلامي، أو تشكيك في مهنية، أو طعن في سيرة نقية، تذكر:
إن لم تكن الكذبة قد أسقطتك، فهي حتمًا أسقطت من تلبّسها