قيادات واعدة تقود رحلة التحول في التعليم العام

بقلم : سعيد محمد الباحص
في الخارطة الاستراتيجية والمؤسسية لوزارة التعليم نجد ثمة محاور مركزية وهامة جدا تتلخص في خمسة عناصر أولها التعليم للجميع وثانيا رحلة التعليم وثالثا جودة التعليم ورابعا الاستدامة المالية وخامسا التميز المؤسسي ولعلي في هذا المقال اتناول بشكل مستفيض ما تضمنه المحور الخامس من محاور الخارطة الاستراتيجية وهو التميز المؤسسي وما ارتبط معه من أهداف تتجه نحو تطوير كفاءة الموارد البشرية وتعزيز الثقافة المؤسسية وتنمية القدرات لهذا تعد القيادة الفعالة ضرورة لضمان استدامة النجاح المؤسسي والرهان الحقيقي لأي منظومة هو نجاحها في صناعة قادة ملهمين قادرين على قيادة التغيير والتكيف والابتكار وذلك بتزويدهم بمهارات وجدارات يستطيعون من خلالها التعامل مع المواقف والتحديات بذات الوعي الذي يجعل منهم كقادة يعملون على تطوير وتحسين قدراتهم القيادية وتحقيق التميز في مسيرتهم المهنية ويصنعون التأثير الإيجابي على فريق العمل لديهم لرفع مستوى الأداء وبناء الثقة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تتماشى مع رؤية المملكة ٢٠٣٠.
لقد اتخذت وزارة التعليم خطوات عملية في مشروعها النوعي ( القيادات الواعدة والتمكين القيادي ) والذي تشرف عليه الإدارة العامة لتطوير الموارد البشرية وذلك بغية تمكين وتطوير الكفاءات الواعدة وتأهيلهم وإعدادهم لمرحلة التحول الذي تعيشه الوزارة في كافة مفاصل العمل لديها فبرنامج التمكين القيادي والذي حظيت بالالتحاق به حاليا يعد أحد المسارات المنبثقة من برنامج القياديين الواعدين في القطاع العام ويستهدف جميع المشاركين في تجربة مركز القياس حيث يهدف البرنامج إلى تعزيز وعي المشاركين بالجدارات القيادية المطلوبة وتمكينهم من تطوير قدراتهم المهنية من خلال محتوى تدريبي متخصص يعكس نتائج تقيممهم واحتياجاتهم الحالية.
لقد آمنت وزارة التعليم بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية بأهمية التمكين القيادي وتقديم هذا المسار لتعزيز جاهزية وبناء مهارات قيادية تستهدف مدراء الإدارات ورؤساء الأقسام بإدارت التعليم الذين شاركوا في تجربة ومراحل القياس ضمن برنامج القياديين الواعدين في القطاع العام حيث يهدف البرنامج إلى رفع مستوى وعي المشاركين بنتائج التقييم وربطها بالجدارات القيادية المطلوبة بما يسهم في تعزيز فهمهم لمتطلبات أدوارهم الحالية والمستقبلية ودعم المشاركين في تفعيل خطط التطوير الفردية التي تم إعدادها مسبقا بناء على نتائج التقييم وتحويلها إلى خطوات عملية قابلة للتنفيذ ضمن سياق العمل وتقديم محتوى تدريبي موجه يعالج الفجوات التطويرية المحددة في تقارير القياس ويركز على تعزيز الجدارات ذات الأولوية وتمكين المشاركين من تبني ممارسات التعلم المستمر من خلال تزويدهم بأدوات وأساليب عملية تساهم في متابعة تقدمهم المهني بشكل مستدام .
إن مكونات هذا البرنامج النوعي يمتلك الكثير من المقومات التي تعمل على تعزيز المهارات القيادية لدى مستهدفي البرنامج منها ورش تفاعلية متخصصة تركز على كيفية قراءة التقييم وتحليله بشكل صحيح بالإضافة إلى تزويد المشاركين بالمهارات اللازمة لبناء خطط تطوير فردية فعالة تعالج نقاط الضعف وتعزز نقاط القوة ومن المكونات الثرية تخصيص مسار تعليمي متكامل عبر منصة اثرائي مصمم خصيصا لتعزيز الجدارات القيادية للمشاركين حيث يتضمن هذا المسار محتوى متنوعا من دروس تفاعلية ومواد تعليمية تستهدف المهارات القيادية المختلفة وكذلك جلسات توجيهية وإرشادية متخصصة مع مرشدين متمكنين مصممة لمتابعة دعم المشاركين بما يتناسب مع احتياجات كل مشارك إلى جانب لقاءات مع قادة متمرسين ذو خبرة واسعة في المجال حيث يقدمون رؤى قيمة ويشاركون تجاربهم الشخصية في القيادة مما يسمح للمشاركين بالاستفادة من خبراتهم العملية واكتساب نظرة ثاقبة حول تحديات القيادة ويضاف إلى ذلك دورة تدريبية بعنوان فهم وقيادة الآخرين بهدف تمكين المشاركين من فهم مرتكزات العمل الجماعي وتوظيف أدوات الكوتشنج لإدارة الأداء بفعالية.
في الختام أن صناعة القادة ترتكز على عناصر أساسية أولها تحديد المواهب والبحث عن أفراد يظهرون صفات قيادية في تعاملاتهم اليومية مثل الإيجابية وروح المبادرة وحس المسؤولية وكذلك من يملك مهارات للتواصل الفعال والذكاء العاطفي والعمق في التفكير مع أهمية تشجيع القادة الحاليين والمستقبليين على التعلم المستمر لتحديث معارفهم ومهاراتهم لمواكبة التطورات وإيجاد بيئة عمل داعمة وثقافة مؤسسية تدعم تطوير القيادات وتتماشى مع الكفاءات المكتسبة سائلا الله التوفيق للجميع في هذا البرنامج المتميز.
:

