قدّم الدكتور ناصر البكر مساء اليوم محاضرة أدبية بعنوان «السياحة في عيون الأدب»، تناول فيها العلاقة الوثيقة بين الرحلة والأدب، وكيف شكّل السفر منذ القدم مصدر إلهام للأدباء وميدانًا لاكتساب المعرفة وتجديد الفكر.
وأوضح البكر أن السياحة ليست انتقالًا بين الأمكنة، بل رحلة لاكتشاف الذات وتوسيع المدارك، مشيرًا إلى أن الأدب كان دائمًا مرآةً لرحلات الأمم والأفراد، وسجلًّا حيًّا لذاكرتهم الحضارية.
واستعرض في حديثه تجارب المتنبي والبارودي وابن جبير وابن بطوطة، مبرزًا كيف تحولت رحلاتهم إلى نصوص أدبية خالدة، جمعت بين وصف المكان وتأمل الإنسان. كما تناول أبرز مؤلفات الرحلات الواقعية والخيالية، من «تخليص الإبريز» للطهطاوي إلى «حي بن يقظان» لابن طفيل و«رسالة الغفران» للمعري.
وأكد الدكتور البكر أن السياحة والأدب يلتقيان في وظائف ثقافية مشتركة؛ فالأولى توسّع المدارك بالمشاهدة، والثاني بالخيال، وكلاهما يسهم في نقل القيم والجمال والهوية.
وفي ختام محاضرته، دعا إلى الاهتمام بالبنية المعرفية للسياحة، إلى جانب تطوير البنية التحتية، معتبرًا أن الوعي الأدبي والثقافي هو ما يمنح السياحة بُعدها الإنساني والحضاري.
وأشار إلى أن المملكة اليوم تخطو خطوات رائدة في مجال السياحة التعليمية والثقافية، عبر الكليات والمعاهد والبرامج التي تهيئ الشباب ليكونوا سفراء للوطن في الداخل والخارج .
