وقع الحدث – القصيم :
منذ عصور بعيدة ارتبطت “السبحة” بالذكر والتعبير عن الذوق، وتنوعت خاماتها بين الخشب والعاج والأحجار الكريمة، لتغدو رمزًا ثقافيًا وحرفة تراثية متوارثة عبر الأجيال.
وفي أسواق القصيم تتألق حبات السبح بألوانها وأشكالها المختلفة، من العقيق والكهرمان واليسر وخشب الورد، وصولًا إلى الباكلايت القديم النادر، الذي يمنح كل سبحة قيمة خاصة وجاذبية فريدة.
وتتكوّن السبحة عادة من (33) أو (99) حبة، يتوسطها “الشاهد” وتكتمل بـ “الثُّدْنة” والمئذنة والشرابة، ما يجعلها قطعة فنية إلى جانب وظيفتها الروحانية.
ويؤكد الحرفيون في المنطقة أن هذه الصناعة تجمع بين الشغف والفن والاستثمار، إذ تتنوع أسعار السبح من مبالغ زهيدة إلى آلاف الريالات، خصوصًا إذا كانت من الكهرمان أو العقيق النادر. كما يزداد الطلب عليها في مواسم الحج والعمرة والأعياد كهدايا رمزية أو تذكارية.
وتحظى هذه الحرفة بدعم الجهات المختصة عبر المعارض والأسواق الموسمية وبرامج التمكين، ضمن جهود الحفاظ على التراث الوطني وتعزيز استدامته الاقتصادية والثقافية.
وتبقى السبحة رغم بساطتها رمزًا حيًا يجمع بين الروحانية والجمال، ويعكس هوية المجتمع السعودي واعتزازه بموروثه .
