حينما يحتضن المجتمع القيم… تنجح الحوكمة
✍ بقلم: حمود النحيت
في ظل التحولات التنموية الطموحة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، تتصدر الحوكمة مشهد التطوير المؤسسي، بوصفها أداة تعزز الشفافية، وترفع كفاءة الأداء، وتضمن استدامة التنمية. لكن ما قد يغيب عن أذهان البعض هو أن الحوكمة، مهما بلغت دقتها، لا يمكن أن تحقق أهدافها بمعزل عن النظام الاجتماعي الذي يحتضنها ويهيئ لها المناخ الملائم.
المجتمع السعودي.. أرض خصبة للحوكمة
المجتمع السعودي يمتلك نظامًا اجتماعيًا متينًا، يستند إلى القيم الإسلامية، والتقاليد العريقة، ومبادئ الاحترام والولاء والانضباط. هذه المقومات ليست فقط أدوات استقرار، بل هي عوامل داعمة مباشرة لتطبيق الحوكمة. فحين تسود العدالة في المجتمع، وتنمو ثقافة المسؤولية، تصبح الرقابة والمساءلة جزءًا من الوعي الجمعي، لا مجرد إجراءات إدارية.
الحوكمة ليست غريبة عن قيمنا
حينما تتحدث الحوكمة عن الشفافية، نُدرك أنها امتداد لقيمة الصدق. وحين تطالب بالمحاسبة، فهي تُذكّرنا بقوله ﷺ: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”. هذا التمازج بين القيم الدينية ومفاهيم الإدارة الحديثة، يجعل من المجتمع السعودي بيئة مثالية لنجاح مشاريع الحوكمة.
رؤية تنموية مدعومة بالناس
رؤية السعودية 2030 لم تُهمل هذا الجانب، بل جعلت من الحوكمة ركيزة أساسية للإصلاح، ليس فقط على الورق، بل عبر مؤسسات المجتمع المدني، وتفعيل المشاركة المجتمعية، وتشجيع الرقابة الشعبية، وتمكين المواطن ليكون جزءًا من التقييم وصناعة القرار.
خاتمة: الناس هم الجسر
نجاح الحوكمة لا يُقاس بعدد الأنظمة، بل بمدى تبني المجتمع لها، ودعمه لها على مستوى السلوك والممارسة. وفي السعودية، نحن لا نعيش مرحلة إصلاح فحسب، بل نشهد حالة وعي مجتمعي تنسجم فيها القيم مع الرؤية، ويتكامل فيها النظام الاجتماعي مع متطلبات الدولة الحديثة