الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

حروف مبعثرة …

 

أأنت البدر أم البدر أنت ..

ليس غريباً على كهل مثلي جف ماء عينيه أن يصعُب عليه التمييز بين بدرين ..

فالجمال في تواضعه وحضوره يجعل الحليم حيران في المقارنة بين ( الصورة والأصل ) ، أيا منهما اقتبس صفة الآخر ..

هكذا هم بعض المحتارون في وصف الجمال الأخاذ .. لما تقع عليه أعينهم ، ليس للبشر فقط …

بل لكل جميل هو للجمال بشروطه وصفاته أهل .. وبالإعجاب أجدر ..

وللتأمل المتعب أحيانا في تمام صنع الخالق تبارك وتعالى مُستحق ..

طرحت سؤالي هذا على صديقي فأجابني ..

إذا احترت بين هذا وذاك وتاهت معارف دليلك خذ حفنة من شغاف قلبك الذي أثقلت ( أنت ) كاهله بذلك التأمل تتبعها نظرة واقع لما رأيت .. ضع في حسبانك أن تكون منصفا بصدق دون تزاحم للأماني والآمال التي قد يصعب معها حسن التقييم  .. انثرها على ما جمعه فكرك من تخيلات وتصورات .. سافر بها لمسافة المدى التي جنحت بها تخيلات عقلك .. لتعلم في النهاية أن لكل شيء مهما أعجبك أو ابهرك أيها الرآي ، نهاية محسومة ..

فالحياة في صورها وتتابع أحداثها هي للجميع ليست لك وحدك ..

جميع مخلوقات الله شركاء في جمالها وأفراحها وأتراحها .. كلُ وما قٌسِم له الباري سبحانه ،

ثم استدار بوجهه إليّ رمقني بنظرة حادة أحسست معها أنها نظرة محاسبة .. احتقار .. لا أعلم ثم قال بصوت عال ..

نصيحتي لك أن تأخذ من كل ذلك ما يناسبك أنت ..

اترك ما تراه صعب المنال .. عالي المقام لغيرك .. فهو لم يخصص لك ..

لن تناله بأمانيك وتصوراتك وتخيلاتك الجوفاء فدونه خرط القتاد ..

أيقنت بعدها أن سمار الليالي وعشاقه أصحاب الأحاسيس المرهفة ، قد لا يستطيعون جمع الحروف المبعثرة ليخرجوا منها بوصف دقيق لصورة أعجبتهم .. فتنوا بها .. أبدع الخالق تبارك وتعالى في صوغها .. وإن قادتهم أفكارهم لمثل ذلك فهي سكرة وقت ، دارت رحى أثرها في لحظة نشوة غير مدروسة ولا محسوبة لتلك الآماني والتخيلات التي لن تكون سوى في أفكارهم هم وحدهم .. ولا تخرج عن تلك الصفات ..

علمت أيضا أن مثل من استشرته وأنا فاغر الفاه .. أجابني بصدق أن الحياة صفحات متقلبة متتابعة متلاحقة ترى في صورها كثير وكثير هنا وهناك ( إعجاب ..انبهار .. وعكس كل ذلك ..

لكن أجمل ما فيها أن تعلم متيقنا أن وراء كل ذلك واحد احد فرد صمد هو سبحانه المتفرد بالكمال والجمال في خلقه وإبداعه وأن تملك زمام ( رسن ) الوقوف في منطقة الواقع لا تتجاوزها لما هو فوق الأماني لتريح وتستريح من وعثاء السفر الذي قد تأخذك دروبه المتشعبة إلى مالا نهاية .. دمتم جميعا بخير .. والى لقاء ..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى