ميدان الحدث
استطلاع صحفي: بين مطرقة إيران وسندان إسرائيل.. هل العرب خارج اللعبة أم في قلبها؟
استطلاع رأي- وقع الحدث
في خضم التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وما يتخلله من ضربات متبادلة وتراشق رسائل عسكرية، يجد المواطن العربي نفسه يتساءل: هل نحن مجرد متفرجين على صراع لا يعنينا؟ أم أننا -شئنا أم أبينا– جزء من معادلة معقّدة تُرسم فيها ملامح مستقبل المنطقة بأكملها؟
وفي هذا الاستطلاع، نفتح نافذة على آراء عدد من المختصين والمواطنين حول أبعاد الحرب الدائرة، وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على العالم العربي.
أولاً: هل هي حرب بين مشروعين؟ أم حرب على الجميع؟
يرى المحلل السياسي الدكتور سامي الحربي أن تصوير ما يحدث على أنه مجرد تصفية حسابات بين مشروعين توسّعيين (إيراني وإسرائيلي) فيه اختزال خطير.
“إسرائيل تستهدف أي قوة في المنطقة قد تهدد تفوقها العسكري، سواء كانت حليفة لإيران أو حتى معادية لها. فاستهداف مواقع في سوريا رغم الخلاف الدموي بين دمشق وطهران يؤكد أن الهدف أبعد من الاصطفافات السياسية، بل هو إجهاض أي مشروع عسكري عربي أو إسلامي مستقل.”
ثانيًا: ماذا عن دور العالم العربي؟
المواطنة السعودية أمل.س عبّرت عن قلقها من شعور “العزلة” السياسية لدى المواطن العربي:
“نشعر أننا خارج اللعبة، بلا تأثير. نخشى أن نجد أنفسنا وسط النار فجأة، بينما قرر الآخرون نيابة عنا من يملك القوة ومن يُجرّد منها.”
أما الباحث في العلاقات الدولية عمر الزهراني، فحذر من التهاون في قراءة الموقف:
“صمتنا لا يعني الحياد.. بل قد يفسر على أنه قبول ضمني بأن تكون إسرائيل اللاعب الوحيد الذي يحق له تقرير من يتسلّح ومن لا يحق له ذلك.”
ثالثًا: هل يمكن أن تفرض إسرائيل شروطها على تسليح الدول؟
المحلل العسكري العقيد المتقاعد علي القرشي يرى أن هذا الاحتمال بات وارداً بقوة:
“إذا حققت إسرائيل مكاسبها من هذه الجولة، فستمتلك تفويضًا دوليًا يجعلها المرجع في تحديد سقف التسلح لأي دولة في الشرق الأوسط، بما فيها الدول العربية. وهذا سيكون أخطر من مجرد ضربة جوية أو تصفية حسابات آنية.”
رابعًا: بين الجمهور.. هل من يرى أننا خارج المعركة؟
في جولة سريعة مع عدد من المواطنين العرب، تباينت الآراء:
•محمد، من الأردن: “ما يحدث هو بين أطراف لا تمثلني. لكنني أخشى أن يكون الثمن في النهاية نحن، سواء اقتصاديا أو أمنيا.”
•سلوى، من الكويت: “الحياد لم يعد كافيًا. إذا لم نتحرك كعرب لإعادة التوازن، فسيفرض علينا الآخرون قواعدهم.”
غياب الفعل.. ليس حياداً
في ضوء الآراء المتعددة، يتبيّن أن الأزمة ليست فقط في صراع مسلح بين دولتين، بل في غياب مشروع عربي متكامل يوازي هذه التحديات. فالسكوت العربي، أو الركون لفكرة “نحن بعيدون عن النار”، قد لا يحمي العواصم من النيران القادمة، بل يجعلها هدفًا سهلاً في المستقبل.
ويبقى السؤال مطروحًا أمام صانع القرار والمواطن العربي على حد سواء: متى ننتقل من موقف المشاهدة إلى موقف المبادرة؟