لأنهم يستحقون… خطوة فتحت الطريق لآلاف العقول
في الصف الثالث الثانوي، لا شيء سهل.
القلق حاضر، والرهان كبير، والخطوة القادمة مرتبطة بدرجات اختبارين اثنين: القدرات والتحصيلي.
هذان الاختباران لا يحددان مصير القبول الجامعي فحسب، بل يتركان أثرًا طويلًا في مسار الطالب العلمي.
ورغم هذه الأهمية، إلا أن آلاف الطلاب والطالبات يسيرون في هذا الطريق دون من يرشدهم، أو حتى يُشعرهم أن أحدًا يفكر بهم.
المصادر كثيرة، والمقاطع التعليمية أكثر، لكن القليل منها يلامس الواقع، ويُحسن الشرح، ويجيد التوجيه.
وفي زحام الخيارات، انطلقت مبادرة واعية من “ثلوثية أحمد بن عبد الله التويجري”، وقد تم تدشين تطبيق “القدرات والتحصيلي” رسميًا في هذه الثلوثية، برعاية كريمة من سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود، التي باركت هذا العمل، وأثنت على القائمين عليه، وشكرتهم على هذه المبادرة النوعية التي جاءت في وقتها وبلغ أثرها.
هذا التطبيق هو إحدى أنشطة شركة معيار النجاح للتدريب، وجاء استجابة لحاجة ميدانية حقيقية، وبفكرة هادفة تسعى لتقديم الدعم التعليمي بأسلوب فعّال ومنهجي.
قبل هذه المبادرة، كان الاشتراك في التطبيق بمبلغ ٢٩٩ ريالًا لمدة ستة أشهر، لكن حين فُتحت النافذة مجانًا، تسابق الآلاف على التسجيل، وفي ظرف أسبوع واحد فقط بلغ عدد المسجلين ٢٥٤٧٨ طالبًا وطالبة.
لم يكن ذلك تفضّلًا، بل إيمانًا بأن التحفيز يصنع الفرق، وأن الدعم في وقته هو ما يُحدث الأثر.
وبعد انتهاء الفترة المجانية، عاد الاشتراك إلى قيمته الأصلية، لكن تم منح كل من سجّل فرصة إضافية: أن يدعو شخصًا واحدًا للاشتراك بنصف السعر – ١٤٩ ريالًا فقط – استمرارًا لروح الدعم، وحرصًا على أن ينتفع أكبر عدد ممكن من هذه الفرصة.
يضم التطبيق أكثر من ٢٥٠ درسًا، وبنك أسئلة يتجاوز ١٨ ألف سؤال، موزعة على ست مواد: مادتان للقدرات، وأربع مواد للتحصيلي.
وما يميز كل درس أنه لا يُقدَّم بشكل مرئي فقط، بل يُرفق بمادة مكتوبة واضحة، تمكّن الطالب من القراءة، والمراجعة، والتأمل، وكأنه يفتح كتابًا صُمم له وحده.
وبفضل هذا الجهد، والإقبال الواسع، والثقة التي حظي بها التطبيق بعد توفيق الله، حصل على المركز ٨٩ عالميًا ضمن فئة التطبيقات التعليمية في متجر أبل.
وهو تصنيف لم يأتِ مصادفة، بل جاء نتيجة فكرة ناضجة، وتخطيط واعٍ، وحرص صادق على تقديم محتوى يليق بالطالب والطالبة في هذه المرحلة المفصلية من حياتهم.
وفّرت هذه المبادرة على أولياء الأمور ما يقارب ثمانية ملايين ريال، لكنها في الحقيقة وفّرت ما هو أهم: بيئة تعليمية موثوقة، ودعمًا مباشرًا في وقت يكثر فيه من يستغل حاجة الطالب في مجموعات مبعثرة، ومحتوى لا يرتقي للمأمول، وأسعار لا تُبرَّر.
المبادرة قطعت الطريق على هذا النمط، وقدّمت بديلاً محترمًا، واضحًا، قريبًا من الطالب، وصادقًا في رسالته.
لم تكن مجرد تجربة تعليمية، بل كانت موقفًا مجتمعيًا ناضجًا، يُدرك ما يعنيه التعليم حين يصبح مسؤولية جماعية.
“ثلوثية أحمد التويجري” أثبتت أنها ليست محصورة في الفكر والأدب، بل هي قادرة على أن تلامس قضايا المجتمع، وتقدم له حلولًا عملية، منطلقة من إحساس حقيقي بحاجة الناس، وتقدير عميق لما يمكن أن يصنعه التعليم حين يُدعم في وقته.
وإذا كان النجاح يبدأ بفكرة… فإن استمرار النجاح يحتاج إلى من يمدُّ اليد، ويصنع الفرص، ويفتح الأبواب.
ومثل هذه المبادرات، حين تُحتذى، تُغيّر الكثير.