كتاب الرأي

عندما نستهين بالبحر… من يُنقذنا في المرة القادمة؟

ناصرمضحي الحربي

السباحة في مياه البحر قد تكون لحظة متعة، لكنها قد تنقلب في لحظة إلى صراع بين الحياة والموت. هذا ما حدث مؤخرًا في منطقة جازان، حين أنقذت فرق البحث والإنقاذ التابعة لحرس الحدود مواطنًا من الغرق أثناء ممارسته السباحة. تدخل سريع، واحترافية واضحة، وتقديم للمساعدة في وقتها المناسب. ولكن السؤال الذي يجب أن نطرحه بجرأة: هل نعتمد دومًا على “النجدة”؟ وماذا لو تأخرت؟

ثقافة الاستهتار… أخطر من الأمواج

ما زلنا نرى مواطنين ومقيمين يتعاملون مع البحر وكأنه حديقة منزلية. لا إرشادات تُقرأ، ولا تعليمات تُحترم، ولا خطوط حمراء تُؤخذ بجدّية. البعض يسبح في أماكن غير مخصصة، وآخرون يصطحبون أطفالهم في أوقات تكون فيها التيارات البحرية في أقصى قوتها. من المسؤول؟ وهل نلقي باللوم على الضحية دائمًا؟

الرقم موجود… لكن الوعي غائب

المديرية العامة لحرس الحدود تؤكد دائمًا على ضرورة الاتصال بالرقمين (911) في منطقتي مكة المكرمة والشرقية، و(994) في بقية مناطق المملكة عند الحاجة. لكن هل نملك كأفراد ثقافة المبادرة؟ وهل نعرف حقًا متى يكون الخطر وشيكًا؟ الحضور الذهني والانتباه لا يقلان أهمية عن وجود رجال الإنقاذ.

الوقاية ليست اختيارًا… بل مسؤولية جماعية

في كل مرة نقرأ فيها خبر إنقاذ، علينا أن نعيد النظر في سلوكياتنا. لا يكفي أن نُشيد بجهود الأبطال، بل يجب أن نسأل: لماذا نضعهم في هذا الموقف أصلًا؟ متى نتحول من مجتمع ينتظر الإنقاذ إلى مجتمع يمنع الغرق قبل حدوثه؟ البحر ليس لعبة… والنجاة لا تكون بالحظ كل مرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى