كلمة رئيس غرفة الشرقية: رؤية استراتيجية لدعم القطاع التعاوني

الدمام/ ناصر مضحي الحربي
في إطار الجهود الرامية لتعزيز التنمية المستدامة، تأتي كلمة رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية ،بدر سليمان الرزيزاء، لتسلط الضوء على أهمية القيادة الحكيمة ودورها في دعم القطاع التعاوني بالمملكة ، ويعكس هذا الدعم رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاونيات كأداة فعالة للنمو الاقتصادي والاجتماعي ،ويشير الرزيزاء إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من القيادة العليا بتفعيل دور التعاونيات، حيث تم اتخاذ عدد من التوجيهات الملكية والسياسات التقدمية في هذا السياق .
وقال : تأسست هذه السياسات لتوفير بيئة ملائمة للعمل التعاوني، الأمر الذي يساهم في تعظيم الفوائد قصيرة وطويلة الأجل للاقتصاد الوطني ، فالخصائص المحددة للنموذج التعاوني تشير إلى أن هذه الكيانات ليست فقط وسيلة لتحقيق الربح، وإنما تعني أيضاً بناء مجتمع قوي يعزز من فرص العمل ويقدم الدعم لكافة أفراده ، ومن الواضح أن دعم هذه المنظومات التعاونيات يمكن أن يؤدي إلى تحسين نوعية الحياة من خلال إيجاد فرص اقتصادية أكثر استقرارًا .
تعتبر المساندة الحكومية للقطاع التعاوني من العناصر المحورية في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يتم التركيز على تأسيس شراكات استراتيجية بين مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص ، كما أن هذه الشراكات تجسد أهمية العمل الجماعي في معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المملكة ، من خلال تعزيز الاستثمارات في مجال التعاونيات، يمكن تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتخفيف الآثار السلبية الناتجة عن أية تقلبات اقتصادية ،
وقال الرزيزاء حول دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في تنمية القطاع التعاوني بانها أحد الأعمدة الأساسية في دعم وتنمية القطاع التعاوني في المملكة العربية السعودية ، من خلال تطوير سياسات ومبادرات تسهم في تعزيز حركة التعاونيات، التي تهدف اليه الوزارة وجعل هذا القطاع جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد الوطني .
وبين الى ان الوزارة تهدف إلى تحسين قدرات التعاونيات عبر تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية تستهدف تعزيز المهارات الإدارية والفنية للعاملين فيها ، كما تم إنشاء منصات إلكترونية لتسهيل الوصول إلى المعلومات الضرورية للمتعاونين، مما يعزز من فعالية الإدارة والعمليات التشغيلية داخل تلك التعاونيات ، وتُعتبر هذه الجهود جزءًا من رؤية الوزارة لتطوير القطاع التعاوني بطرق مستدامة وفعالة ، فمن خلال الشراكة مع القطاع الخاص، تعمل الوزارة أيضًا على تمويل المشاريع التعاونية الناشئة، حيث تم تخصيص ميزانية مخصصة لدعم الابتكارات في هذا المجال ، هذه الخطوات ليست فقط تعبيرًا عن التزام الوزارة بدعم القطاع، بل أيضًا عن الرغبة في خلق بيئة تنافسية تتيح للتعاونيات تحقيق نجاحات ملموسة ، إذ أن دعم التعاونيات لا يساهم فقط في تحسين مستوى المعيشة لأعضائها، بل يلعب أيضًا دورًا في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة .
واكد الرزيزاء ان التعاونيات: حجر الزاوية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهي أحد العناصر الأساسية التي تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة ، وتعتبر هذه الكيانات مزيجًا فريدًا من العمل الجماعي والمبادرة الفردية، مما يمكنها من توفير العديد من الفرص الاقتصادية للمجتمعات المحلية ، من خلال تعزيز الروابط بين الأعضاء، تساعد التعاونيات على خلق بيئة عمل مستدامة تدعم الابتكار والنمو .
وقال أيضا : أحد أبرز الأدوار التي تلعبها التعاونيات هو زيادة الناتج المحلي، حيث يشير العديد من الدراسات إلى أن النمو في عدد التعاونيات يعكس تحسنًا في إجمالي الناتج المحلي في البلاد ، تقوم هذه الكيانات بتوفير مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ويزيد من تنافسية السوق ، علاوة على ذلك، تعتبر التعاونيات مصدرًا حيويًا لخلق الوظائف، حيث ترتكز على توظيف الأعضاء المحليين، وبالتالي تساهم في تقليل معدلات البطالة ورفع مستوى المعيشة .
وحول مستهدفات التنمية المستدامة من خلال القطاع التعاوني قال : تعتبر التعاونيات ركيزة أساسية في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة بالمملكة، حيث تساهم بشكل كبير في تعزيز الجوانب الاقتصادية والاجتماعية ، وتلعب التعاونيات دورًا حيويًا في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، بما في ذلك القضاء على الفقر، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز العمل اللائق والنمو الاقتصادي ، من خلال التركيز على العمل الجماعي، تساهم التعاونيات في تعزيز الروابط المجتمعية وتوفير فرص العمل، مما قد يؤدي إلى تحسين نوعية الحياة للأفراد والمجتمعات بشكل عام .
وذكر الرزيزاء ان القطاع التعاوني يساعد في خلق بيئة تعاونية تستند إلى مبادئ التعاون والتضامن، مما يعزز من ممارسات المسؤولية الاجتماعية ، ويعتبر ذلك عنصرًا حاسميًا في تحقيق التنمية المستدامة، إذ يشجع على استدامة الموارد الطبيعية وتحقيق العدالة الاجتماعية ، علاوة على ذلك، تساهم التعاونيات في تحفيز الابتكار من خلال تعزيز التفكير الجماعي وتبادل المعرفة بين الأعضاء، مما يفضي إلى حلول تناسب احتياجات المجتمع وتعزز من فعالية المشاريع التنموية .
وفي ختام كلمته اكد الرزيزاء أن التعاونيات توفر منصة للأفراد للإسهام في التنمية المحلية، حيث تتيح لهم فرصة المشاركة الفعالة في صنع القرار وتحديد أولوياتهم التنموية ، هذا النوع من الانخراط يؤكد على أهمية التعاون في بناء مجتمعات قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية ، في النهاية، يمكن القول بأن دعم التعاونيات يعمل كدعامة أساسية لجهود المملكة في تحقيق التنمية المستدامة، مما يضمن تحقيق فوائد طويلة الأمد لمختلف الفئات المجتمعية ، من خلال تعزيز هذا القطاع، يمكن للمملكة أن تسير نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً .